انتظر العالم العربي نتائج الانتخابات الأمريكية وجاء الرئيس أوباما.. ثم انتظر العرب الانتخابات الإسرائيلية وجاء اليمين رافضا كل أبواب السلام.. وفي كل مرة ينتظر العرب وتأتيهم الرياح بما لا تشتهي السفن.. وما بين اتفاقيات السلام التي لم تصنع سلاما ومفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وهي أيضا لم تصل إلي شيء ضاعت السنوات وراء السنوات وراء سلام لا يجيء.. إن آخر نتائج الانتخابات في إسرائيل تقول إن 90% من المشاركين فيها اعطوا اصواتهم للأحزاب التي ترفض المفاوضات مع الفلسطينيين.. وهذه النتائج تصل بنا إلي حقيقة مهمة وهي أن الشعب الإسرائيلي لا يسعي للسلام ولا يريد المفاوضات.. ولكن أسوأ ما في هذه المواقف أن العالم العربي دائما ينتظر أشياء لا تجيء.. إن الرئيس أوباما سيبقي مشغولا لفترة طويلة في دراسة الأزمة الاقتصادية التي تهدد كل شيء في أمريكا.. لقد وعد أوباما الشعب الأمريكي بأشياء كثيرة وسوف يسعي لتحقيق بعض هذه الأشياء ومن هنا يمكن أن تتراجع أزمة الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الفلسطيني في قائمة اهتمامات البيت الأبيض.. يضاف لذلك احتمال مصادمات بين أوباما والحكومة القادمة في إسرائيل خاصة إذا جاء شخص مثل نتنياهو علي قمة السلطة رئيسا للحكومة.. وقد يري البعض أن من الصعب أن تشهد العلاقات بين أمريكا وإسرائيل صورة من صور الصدام ولكن هذا ليس ببعيد أمام غطرسة نتنياهو وأحلام التوسع لدي اليمين الإسرائيلي.. يحدث ذلك كله والعرب لا يتفقون علي شيء.. هناك جبهة للتشدد وأخري للاعتدال وهناك فريق يؤمن بالمقاومة وفريق آخر لا يتحدث إلا عن السلام.. وهناك دول للرفض وأخري للقبول وهناك صراع حماس وفتح وخلافات حزب الله والحكومة اللبنانية وهناك محور سوريا إيران حزب الله وهنا جبهة التفاوض العربية.. وفي الوقت الذي تتوحد فيه كلمة محاور التشدد في الشارع الإسرائيلي نجد الانقسام في الشارع الفلسطيني وسوف ينتظر الجميع إعلان قيام حكومة إسرائيلية جديدة وهل تتفاوض أم ترفض المفاوضات وبعد ذلك كله يبقي السؤال هل يتفق الفلسطينيون أمام العواصف القادمة من إسرائيل واحتمالات حرب جديدة في غزة أو جنوب لبنان.. ولا أحد يعلم إلي متي هذا الانتظار؟!