. في كل مرة تحدث فيها الانتخابات الأمريكية يسيل في الدول العربية مداد كثير, وتكثير التحليلات السياسية التي ترجح فوز هذا أو فشل ذاك.. ويناقش الكثيرون البرامج الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك.. أيا كان الأمر لقد فاز أوباما للمرة الثانية والأخيرة.. ولم تتوقف بعد المناقشات العربية حول أوباما.. وما إذا كان في الدورة الثانية والأخيرة سيكون مختلفا في تعاطيه مع السياسة الخارجية الأمريكية أم لا.. في كل الأحوال يمكن أن ندلي بدلونا في هذا الأمر ونقول الآتي: 1 أن رئيس أمريكا هو رئيس العالم.. لأن أمريكا من حيث كونها الدولة العظمي الوحيدة التي تسوس العالم وتدس بأنفها في كل كبيرة وصغيرة في هذا العالم.. وهذا يبرر إنشغال العالم بالأمر كما لو كان حدثا جللا وهو بالفعل كذلك.. كذلك إذا فاز صقر من الصقور الجارحة فلابد سنكتوي بناره في أرجاء العالم مثل سابقه جورج دبليو بوش الذي أرسل بقواته في العراق وفي أفغانستان وفي أفريقيا ووزع الحروب في كل مكان.. لا لشيء إلا لأنه رئيس أمريكا.. وبالتالي فالإنشغال بالإنتخابات ليس حراما أو محرما.. ولكن المبالغة فيها هي التي تعتبر زائدة عن الحد..! 2 أن أوباما لن يغير كثيرا من سياسته الخارجية رغم درجة المرونة التي ستعطي له بحكم تحرره في الدورة الثانية والأخيرة من ضغوطات اسرائيل أو اللوبي اليهودي الناطق بإسمها في داخل أمريكا.. ناهيك عن أن المسئول عمليا عن السياسة الخارجية هي هيلاري كلينتون التي تستقل بقرارها الخارجي.. وكلنا يذكر أنها عندما كانت خصما للرئيس أوباما في دورته الأولي كانت تأخذ علي أوباما ضعفه في السياسة الخارجية! وهذا معناه أن هيلاري كلينتون باقية ومن ثم فالسياسة الخارجية الأمريكية باقية كما هي أيضا! 3 السياسة الخارجية الأمريكية ليس من السهل تغييرها بين يوم وليلة. وهكذا انصياع القوي السياسية الخارجية للقوي الكبير.. وهذا يعني أن أمريكا كقوة كبري لن تغير سياستها الخارجية.. اللهم إلا شيئا طفيفا هنا وشيئا طفيفا هناك. 4 أن اللوبي اليهودي الذي كان يقف بقضه وقضيضه وراء رومني رفضهم أوباما في الانتخابات الرئاسية ليس بالخطورة التي درجنا علي تصويرها في العالم العربي.. وإلا لفاز رومني!! لكن أن يفوز أوباما بفارق كبير.. هذا معناه أن اللوبي اليهودي ليس بالقوة التي يرددها البعض من العرب.. 5 لو تأملنا في نظرة تحليلية البرامج الإنتخابية لكلا المرشحين أوباما ورومني لما وجدنا العرب لا من قريب أو بعيد.. ولوجدنا اسرائيل وأفغانستان وأمريكا اللاتينية وأفريقيا الجنوبية لكن العرب لاوجود لهم علي الإطلاق.. والسبب أنهم لايمثلون ثقلا في الداخل أو في الخارج ويأتمرون بما تراه أمريكا ومن ثم لم نجدهم في هذا البرنامج أو ذاك.. 6 القضية الفلسطينية لن يحرك أوباما أي شيء فيها.. لأن الذي يهمه بالدرجة الأولي أمن اسرائيل وليس أمن الفلسطينيين.. وقديما قالت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أن أمن اسرائيل جزء من الأمن القومي الأمريكي.. وقد آمن بذلك أوباما.. لذلك نجد اسرائيل ولاوجود للعرب! بإختصار لابد أن نذكر أن العرب ينتظرون من أوباما الكثير.. لكنني أقول أن الرجل لن يفعل أكثر مما فعل والإنتظار منه بأكثر من هذا هو نوع من الإنتحار العربي.. ناهيك عن أن ترجيح بعض الدوائر العربية لأوباما ليست من أجل سواد عيونه ولكن لأن العرب يحبون الإستاتيكية عكس الديناميكية فأوباما نعرفه.. ولاخطر منه حتي الآن أما غيره فلا نعرفه وقد يجلب لنا الكثير من الشرور أيا كان الأمر موقف العرب من الإنتخابات الأمريكية هو موقف سلبي ولا أمل في تغييره! المزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي