اهارون ميلر عمل مستشارا لستة من وزراء الخارجية الأمريكيين وفى حديث له مع صحيفة يديعوت أحرونوت قال إن العلاقة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو شابتها أمور كثيرة فى الواقع لكن من غير المؤكد أن ميت رومنى سيكون هو الأفضل لإسرائيل إذا ما تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وأكد ميلر أنه من غير المهم من يفوز فى الانتخابات لأن هذا لن يغير كثيرا فى العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل فربما لم يكن الرئيس الأمريكى أوباما هو الأفضل لإسرائيل عبر تاريخها مثلما يقدمه الديمقراطيون ولكنه بالتأكيد منحاز إلى إسرائيل فى كل تصرفاته. أما ميت رومنى فى رأى ميلر الذى خدم لمدة 24عاما بوزارة الخارجية الأمريكية فلن يختلف عن أوباما فى شىء ذلك لأن رومنى (لن ينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. هذا لن يحدث اللهم إلا إذا كانوا يريدون حرق السفارات الأمريكية فى الدول العربية. أثناء خدمته فى وزارة الخارجية الأمريكية جلس الدكتور ميلر فى غرفة واحدة مع الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين وذلك فى أوقات توتر العلاقة مع رؤساء وزارة إسرائيليين. ومن هنا أصبح من كبار الخبراء فى الشأن الإسرائيلى. وهنا يؤكد الدكتور ميلر أنه فى حال انتخاب رومنى رئيسا سوف يضطر للتحرك إلى الموقف المتعارف عليه فى السياسة الخارجية الأمريكية فهو لن ينقل السفارة للقدس وإلا فسوف يعقد الأمور بلا مبرر فأيه ميزة هذه التى سيحصل عليها رومنى بنقله للسفارة؟ ثم إنه فى هذه الحالة سيكون أصبح الرئيس وغير مضطر لمداهنة وتملق أى شخص. والمقصود هنا هو مجرد لعبة يلعبونها فى كل انتخابات. ويضيف ميلر: لم يكن أوباما أكثر الرؤساء الأمريكيين تأييدا لإسرائيل عبر تاريخها مثلما يقدمه الديمقراطيون، كما أن رومنى لن يكون المسيح المخلص بالنسبة لإسرائيل فهو لن ينجح أكثر من أوباما فى معالجة المشكلات الثلاث التى تواجه إسرائيل: التقدم الإيرانى نحو السلاح النووى والنزاع مع الفلسطينيين و انتفاضة العالم العربى ذلك لأنه غير مؤهل وليست لديه إجابات أكثر نجاعة فى معالجة هذه الموضوعات من سابقه. وعندما سئل عن موقف رومنى من التهديد الإيرانى، قال ميلر: لمدة سنة من الآن لن يعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران ولن يصدر أوامره لجيشه بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وبعد أن يوضح له العسكريون تأثيرات مثل هذا الهجوم وتعقيدات الموقف فى أفغانستان سوف يفهم وآخر شىء يريد أن يراه أى رئيس جديد هو انخفاض البورصات فى العالم وارتفاع أسعار البترول. فهناك دولة واحدة فى العالم تعتقد بأن الهجوم على إيران ضرورة هى إسرائيل والواقع أن بعضها وليس كلها يعتقد ذلك. ورغم أن ميلر يعتقد بأن العلاقات الشخصية بين رومنى ونتنياهو ستكون أفضل بالطبع من العلاقات الحالية بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى إلا أنه بالتأكيد يتوقع حدوث خلافات موضوعية بين الشخصين. ويؤكد الدكتور ميلر أن منظومة العلاقات بين الرئيس رومنى وبين رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو سوف تتحسن، لأن لرومنى مثل بيل كلينتون وجورج بوش ألابن علاقة خاصة وحساسة مع إسرائيل وهم يتفهمون حاجات إسرائيل. وحسب رجل وزارة الخارجية السابق فإن أوباما أكثر شبابا ونشأ فى زمن آخر ولذلك ليست لديه مثل هذه الحساسية عند كلينتون وبوش الابن. ويضيف: أوباما لا يحب ثرثرة نتنياهو واستهانته بالمصالح الأمريكية وهو هنا أقرب إلى جيمى كارتر وبوش الأب فيما يتعلق بإحباطاتهما مع إسرائيل ولكن على الإسرائيليين أن يدركوا أن أوباما ليس عدوا لدولة إسرائيل. وعندما سئل: هل ينتقم أوباما من إسرائيل فى فترة الرئاسة الثانية حيث لا حاجة له بأصوات اليهود، قال ميلر: لا أرى أية أسباب تدعو الرئيس الأمريكى لمواجهة رئيس وزراء إسرائيل اللهم إلا إذا قام رئيس الوزراء بعمل طائش مجنون يتعارض مع المصالح الأمريكية.