موجة جديدة من العنف الطائفي اجتاحت مسلمي الروهينجيا بإقليم راخين في الشمال الغربي لميانمار, بعد تعرضهم لهجمات البوذيين, مما أودي بحياة المئات منهم ونزوح الآلاف بعد أن أحرقت منازلهم وسوت بالأرض. فهربوا في قوارب إلي دول الجوار التي صدت سواحلها أمامهم, في تجاهل تام لمعاناتهم, فظل الكثيرون منهم عالقين في الأنهار بلا طعام أو مأوي. وتأتي هذه المواجهات بعدما أودي القتال الطائفي الذي اندلع في يونيو الماضي بحياة أكثر من مائة شخص وتشريد مائة ألف آخرين, في مسلسل اضطهاد المسلمين في ميانمار المستمر لسنوات طوال. وتقدر المفوضية العليا لشئون اللاجئين في الأممالمتحدة عدد الروهينجيا ب800 ألف شخص, وهم من بين135 أقلية يعيشون في ميانمار, ولكنهم أكثرهم تعرضا للاضطهاد والتمييز في كل مناحي الحياة, من تعليم, وعمل, وحرية في التنقل وحتي الجنسية, فهم يعاملون كمهاجرين غير شرعيين, وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن العنف الطائفي في ميانمار يهدد جهود الإصلاح السياسي فيها خاصة بعد أن أصبحت جاذبة للاستثمار, بعد أن رفعت عنها الدول الكبري العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها. والسؤال للسيدة أونج سان سوتشي زعيمة المعارضة التي عانت من الظلم لسنوات طويلة حبيسة جدران منزلها, مدافعة عن الحق في الديمقراطية: هل هذه هي الديمقراطية التي حصلت عنها علي جائزة نوبل للسلام عام1991 ؟ أم أن مقعدها في البرلمان أنساها المبادئ التي عاشت تناضل من أجلها؟ إن ما يجري في ميانمار لا يمكن وصفه إلا بأنه تطهير عرقي للمسلمين يجري تحت سمع وبصر العالم كله دون أن يحرك أحد ساكنا, إن مسلمي بورما ليسوا في حاجة إلي الشجب والاستنكار والتنديد, فكفاهم وكفانا هذه البيانات التي تصدر عن القمم والمؤتمرات سواء كانت إسلامية أو دولية. إن الروهينجيا في حاجة إلي أكثر من الطعام والمأوي, إنهم في حاجة إلي الاعتراف بهم كمواطنين في الدولة التي عاشوا فيها, لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات التي علي أهلها, وما لم تحل هذه المشكلة فسوف ينتهي الأمر بكارثة إنسانية! المزيد من أعمدة مها النحاس