وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع مدير عام العمليات بالبنك الدولي    مباحث الجيزة تكثف جهودها للقبض على لص السيارات بالهرم (صور)    موعد عرض مسلسل "إنترفيو" الحلقة 6    الآن.. سعر الجنيه الذهب اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    هل سيرتفع سعر الخبز السياحي بعد زيادة أسعار الأنابيب    فصائل المقاومة العراقية تستهدف قاعدة إسرائيلية بطائرات مسيرة    استشهاد 4 أطفال ووالدتهم في قصف إسرائيلي على منزل بدير البلح    الأخبار العاجلة وأهم الأحداث الدولية فى تغطية إخبارية لليوم السابع.. فيديو    جوميز يطيح بنجم الزمالك بعد السوبر الأفريقي.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    «فودافون» تعلن سبب وموعد انتهاء أزمة نفاد الرصيد    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 23-9-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-9-2024    ألمانيا.. حزب أولاف شولتس يفوز في انتخابات ولاية براندنبورج    برلمانية أوكرانية: خسارة أوكرانيا لمدينة أوغليدار مسألة وقت    ماكرون يدعو إلى إعادة التفكير في "العلاقة مع روسيا"    تشكيل النصر المتوقع أمام الحزم في كأس الملك.. من بديل رونالدو؟    شعبة الأدوية: الإنسولين المستورد متوفر في كل الصيدليات.. ومعظم النواقص أصبحت موجودة    إيمي سمير غانم تتعرض ل أزمة صحية مفاجئة.. ما القصة؟    حيفا تستعد لاستقبال صواريخ حزب الله    اليوم.. حفل توزيع جوائز مسابقة هيكل للصحافة العربية لعام 2024    وفاة اللواء رؤوف السيد رئيس "الحركة الوطنية".. والحزب: "كان قائدًا وطنيًا"    ثمانية أيام راحة للاعبي المصري والفريق يستأنف تدريباته في الأول من أكتوبر المقبل    نائب رئيس الوزراء يكشف حقيقة ما تم تداوله بشأن الحالات المرضية في أسوان    تكثيف البحث عن شقيق اللاعب عمرو ذكي بعد تعديه على حارس عقار بالمنصورة    طلب جديد لإيقاف القيد.. محامي حسام حسن يكشف تفاصيل صادمة بشأن أزمة المصري    خلال شهرين، عطل يضرب شبكة فودافون    المهندس عبد الصادق الشوربجى: صحافة قوية فى مواجهة التحديات    ملف يلا كورة.. منافس الأهلي.. مدرب المنتخب.. وموعد قرعة دوري الأبطال    "بالتوفيق يا فليبو".. صلاح يوجه رسالة لأحمد فتحي بعد اعتزاله    وفاة اللواء رؤوف السيد رئيس حزب الحركة الوطنية    عرض «كاسبر» يناقش القضية الفلسطينية في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي ال14    أطفال التوحد خارج مقاعد الدراسة..والأصحاء مكدسين فوق بعض بمدارس "المزور"    بدء تشغيل شادر نجع حمادي الجديد في قنا بتكلفة 40 مليون جنيه    رئيس غرفة صناعة الدواء: كل الأدوية تحتاج تعديل أسعارها بعد تعويم الجنيه    شعبة الأدوية توضح كيفية الحصول على الدواء الناقص بالأسواق    رانيا يوسف: فيلم التاروت لم يكن يوما ممنوعا.. وحصل على موافقة الرقابة    رامي صبري يطرح أغنية «أهلي أهلي» تتر «تيتا زوزو» بطولة إسعاد يونس (فيديو)    «مراتي بقت خطيبتي».. أحمد سعد يعلق على عودته ل علياء بسيوني (تفاصيل)    «بسبب علامة غريبة على وجه ابنته».. زوج يتخلص من زوجته لشكه في سلوكها بمنطقة بدر    «البحوث الزراعية» تكشف أسباب ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطس (فيديو)    القبض على شخص قاد سيارته داخل مياه البحر في دهب    ارتفاع درجات الحرارة وأمطار.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الإثنين    وفاة والد الإعلامي أحمد عبدون    الأزهر يُعلن تكفله بكافة مصروفات الدراسة للطلاب الفلسطينيين بمصر    ملف رياضة مصراوي.. قميص الزمالك الجديد.. مدرب منتخب مصر للشباب.. منافس الأهلي في إنتركونتيننتال    ماذا سيعلن وزير الصحة من مؤتمره الصحفى بأسوان اليوم؟.. تفاصيل    محمد عدوية وحمادة الليثي.. نجوم الفن الشعبي يقدمون واجب العزاء في نجل إسماعيل الليثي    انتداب المعمل الجنائي لفحص آثار حريق منزل بالجيزة    ميلان يحسم ديربي الغضب بفوز قاتل على الإنتر    وكيل «صحة الشرقية» يجتمع بمديري المستشفيات لمناقشة خطط العمل    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة جماعة مع زوجي؟.. سيدة تسأل والإفتاء تجيب    بالصور .. الأنبا مقار يشارك بمؤتمر السلام العالمي في فرنسا    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    كيف تُحقِّق "التعليم" الانضباطَ المدرسي في 2024- 2025؟    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وفد صندوق النقد الدولي خلال ساعات
مسئول الشرق الاوسط في الصندوق يدعو الحكومة لتجنب دعم الاثرياء
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 10 - 2012

بعد ساعات يصل الوفد الفني لصندوق النقد الدولي إلي القاهرة لعقد جولة جديدة من المفاوضات مع الحكومة المصرية وينتظر ان تمتد جلسات الوفد إلي المجتمع المدني ومجتمع الأعمال لمناقشة الجوانب المختلفة للقرض المقترح بمبلغ‏4.8مليار دولار بناء علي برنامج تضع حكومة هشام قنديل اللمسات الأخيرة له‏. وقد إختص مسعود أحمد رئيس دائرة الشرق الأوسط ووسط أسيا بصندوق النقدالأهرامبحديث تطرق فيه إلي مختلف جوانب الطلب المصري بالحصول علي القرض ويرد علي منتقدي الصندوق ويحدد الشروط التي وضعها الصندوق للمضي قدما في مساعدة الاقتصاد المصري.
بعد شهور من تعثر المفاوضات يصل وفد من صندوق النقد إلي القاهرة خلال ساعات.ما هو الجديد الذي دفع إدارة المؤسسة الدولية لإرسال فريق جديد علي المستوي الفني؟
{ صندوق النقد الدولي كان علي استعداد للعمل مع السلطات المصرية من اليوم بعد الثورة.كما تذكرون, من نحو سنة ونصف السنة مضت, في مايو أو يونيو2011, تمكنا من التوصل إلي اتفاق علي البرنامج الذي وضعته الحكومة في ذلك الوقت وكنا علي استعداد لدعمه.لكن الحكومة والمجلس العسكري قررا أنهما لا يرغبان في المضي قدما في قرض الصندوق ويرجع ذلك جزئيا إلي شعروهم أنه ربما لن تحتاج مصر إلي اقتراض المال ولكن إلي خفض النفقات, عوضا عن ذلك.وقد أكدنا استعدادنا للعمل مع مصر في أي وقت.وبعد انتخاب الرئيس محمد مرسي, توجه العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي إلي القاهرة في اغسطس الماضي.وفي ذلك الوقت طلب الرئيس ورئيس الوزراء من صندوق النقد التحرك إلي الأمام بسرعة بتقديم الدعم لمصر.ونتيجة لذلك, قلنا إنه بمجرد أن تبلور السلطات المصرية برنامجا, سنكون علي استعداد لإرسال فريق الخبراء.واليوم, تقول الحكومة المصرية إن لديها برنامجا, لذلك هناك فريق من الصندوق في طريقه إلي مصر وينتظر أن يمكث حتي منتصف نوفمبر.
هل تلقيت الخطوط العريضة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي؟
{ أعتقد ان الحكومة مازالت تعمل علي إنهاء بعض التفاصيل, ولكن الخطوط العريضة للبرنامج كانت واضحة, وأعتقد أن السلطات المصرية قد شرحتها للشعب, وهي معنية أساسا بالتعامل مع نوعين من التحديات.التحدي الأول:هو أن مصر قد تعرضت لصدمة, وهي صدمة يمكن إعتبارها جزئيا جزءا من صدمة دولية.فقد تباطأ الاقتصاد العالمي وتأثرت السياحة, وقد أثر ذلك علي الطلب علي الصادرات, ولكن أيضا هناك أثر للتحول السياسي الداخلي.وقد خلف ما سبق أثرا علي الثقة في ممارسة الأنشطة الاقتصادية داخل مصر, ونتيجة ما حدث أرتفع العجز في الميزانية الحكومية خلال هذه الفترة.وارتفع معدل الفائدة التي تدفع للاقتراض محليا أيضا بشكل كبير جدا, من ما يقرب من8في المائة في عام2010إلي ما بين15و16في المئة.الآن, تراجع المعدل قليلا.الحكومة تقترض أكثر, وهي تدفع أكثر للاقتراض, وما سبق يضع ضغوطا علي الميزانية.واحدة من الأشياء التي يتعين علي البرنامج أن يفعلها هو أن نري كيفية معالجة هذه الضغوط,الجزء الثاني الأكبر من هذا البرنامج هو بالطبع التحرك إلي الأمام وليس فقط مجرد العودة إلي الماضي.بمعني ليس فقط من أجل حل المشكلة الأنية, ولكن لإيجاد مستقبل أفضل لجميع المصريين, وهو ما يعني الانتقال إلي معدل نمو أعلي وأكثر شمولا.ماذا أعني بأكثر شمولا؟ هو النمو الذي يوجد المزيد من فرص العمل, وأن يتم تقاسم فوائد النمو علي نطاق أوسع وليس فقط لعدد قليل من الناس, وهذا يعني المضي قدما في عدد من المجالات لتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد, وتحسين قدرة الشركات الصغيرة علي الوصول إلي الائتمان بحيث يمكنها أن تنمو, لأن معظم الوظائف سوف تأتي من الشركات الصغيرة, وأيضا تحسين الفعالية استخدام المال العام.الجزء الثاني, القدرة التنافسية للاقتصاد, هو أيضا الجزء الثاني من برنامج كبير.كما قلت, سوف تكون التفاصيل متاحة عندما يصل فريقنا إلي مصر.
كيف تري الانتقادات الداخلية في مصر لعجز الصندوق عن وضع تصورات للجانب الاجتماعي لسياساته في بلد مثل مصر؟
{ اسمح لي أن أجيب علي هذا السؤال بطريقتين.أول شيء هو أن العجز في الميزانية قد أصبح كبيرا جدا والمواطنون العاديون يدفعون ثمن ذلك لأنهم يدفعون في النهاية للحصول علي المال الذي تقترضه الحكومة بنسبة فائدة15في المئة.في النهاية, سوف يدفع هذا المصريون اليوم وغدا.الميزانية لابد من خفضها.وهذا مجرد انعكاس للواقع الاقتصادي.ولكن ما يركز صندوق النقد الدولي عليه ليس فقط خفض عجز الموازنة, ولكن كيف ينبغي أن يكون الخفض بطريقة تقلل إلي أدني حد من تأثير التراجع علي النمو..وكيف يمكن الخفض بطريقة تحمي الفقراء؟ مجال واحد يخضع للمناقشة في مصر, وأيضا في أجزاء كثيرة من المنطقة, دعم الحكومة في مصر وأماكن أخري للمنتجات البترولية وهي من الأسباب الكبري للعجز الكبير في الموازنة.الجميع يدرك أن ضرورة معالجة هذه المشكلة.ولكن معالجة مشكلة الدعم, يجب أن تكون بطريقة تحمي الفقراء.كيف يمكنك أن تفعل ذلك؟ الشيء الأول:علينا أن ندرك أن النظام الحالي للدعم يستفيد منه في الواقع الطبقات الثرية أكثر بكثير من الفقراء.لماذا؟ لأن الناس الذين يستهلكون المنتجات البتروليةز ت95ست الأشخاص الذين يستطيعون وحدهم الحصول عليها.وحتي الفنادق تحصل علي الكهرباء المدعومة رغم انها يمكن بسهولة أن تدفع الثمن الحقيقي.هذا هو السبب أن صندوق النقد يدعم إصلاح وتقليص الدعم ولكن يجب القيام بذلك بطريقة تحمي أشد الناس فقرا.والتأكد من أن خفض الدعم يلازمه توفيرشبكة أمانعن طريق إعطاء الفقراء بعض التحويلات النقدية أو إيجاد طريقة أخري يمكنهم من خلالها الاستمرار في الحصول علي الحد الأدني من احتياجاتهم للبترول وغيرها من المنتجات.الجزء الآخر من الاجتماعيةأن من المهم, حتي بدون قرض صندوق النقد الدولي, لابد من بذل عملية إصلاح أسرع في الإتجاه المشار إليه.ما يمكن أن يفعله قرض صندوق النقد الدولي هو توفير المزيد من التمويل يمكن أن تختصر الفترة اللأزمة للتكيف لأن لديك بعض التمويل الإضافي.أيضا, عن طريق الاقتراض من صندوق النقد, يمكن أن تقلل الحكومة عملية الاقتراض الزائد من البنوك المحلية, وبالتالي توجه البنوك المحلية الأموال أكثر إلي الشركات الصغيرة التي تساعد علي إيجاد فرص العمل أيضا فهي تكون غير قادرة علي الاقتراض بفائدة15في المائة لأنه سعر عال جدا.فإذا كانت الحكومة تقترض أقل من البنوك, فإن معدل الفائدة سوف يبدأ أيضا في التراجع, وتبدأ الثقة في التحسن.
ولكن العجز في الموازنة ضخم جدا بما يفوق تأثير القرض؟
{ لهذا السبب أنا أقول إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك, ولكن البداية في تقليص العجز في الموازنة عن طريق خفض الدعم للأغنياء لأنه لا يوجد أي سبب لعدم قدرة المصريين العاديين اليوم علي الحصول علي مدارس جيدة ومستشفيات جيدة سوي أن أموالا تذهب إلي دعم الوقود عالي الأوكتان للأغنياء بدلا من تلبية الاحتياجات الأساسية للفقراء.
ما هي رؤية الصندوق عن خفض الدعم ورفع الضرائب؟
{ أعتقد رؤيتنا هي أن تتعامل مصر مع مشكلتها المالية, مشكلة الميزانية, بترشيد الدعم وأيضا برفع الضرائب, ولكن كل هذا يجب أن يتم بطريقة تحمي الأسر العادية.رؤيتنا إلي حد كبير ليس فقط الخفض أو الرفع, ولكن كيف يتم التخفيض وما ينبغي القيام به بطريقة تحمي الناس العاديين لأن خلاف ذلك سيقع عبء التكيف علي الناس العاديين أعتقد أننا يجب أن نحاول تقليل ذلك.
في مؤتمر صحفي قبل بضعة أسابيع-سألت مدير الصندوق كريستين لاجارد عن شروط القرض, وضمن ما قالت أن الصندوقليس مؤسسة خيرية, وأن أي دولة يجب أن تلبي شروطنا.ماذا لو لم تتمكن مصر من تلبية تلك الشروط؟
{ قبل كل شيء يجب أن نكون واضحين حول طبيعة شروطنا, وهي تتضمن-منذ البداية-ثلاثة أنواع:
الشرط الأول, وجود البرنامج الذي يعالج التحديات التي تواجه مصر, وهو ما يعني أن سياسات البرنامج تتعامل مع مسالة كيف توضع الميزانية-وكيف يتم السيطرة علي الميزانية؟ كيف يمكنك تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد؟ تلك السياسات يجب أن تتعامل مع المشكلة الحقيقية, ومصر تواجه مشاكل كبيرة وبعض المشاكل الاقتصادية قصيرة الأجل.علي المدي القصير, يجب أن تكون السياساتجريئةلمعالجة تلك القضايا.والأمرالثاني, نقول إن لدينا القدرة علي دعم البرنامج ونحمله إلي مجلس المديرين وإنتزاع الموافقة علي التمويل, ويجب أن نكون مقتنعون بأن هذا التدابير في البرنامج ستحقق الأهداف.
والشرط الثاني, أن البرنامج يجب أن يعكس ملكية واسعة داخل البلد.ما الذي نعنيه بالملكية الواسعة؟ نحن كمؤسسة يجب أن نتفق علي أن السياسات تحقق الأهداف المرجوة..والسياسات الدقيقة يجب أن يختارها الناس وأن تأتي من داخل البلد.سأعطيك مثالا محددا.علينا أن نقول لكم, في مصر, أو في أي بلد آخر تريد خفض عجز الميزانية ورفع الضرائب, إذا كنت تريد الحد من عجز الميزانية فهناك طريقتان فقط:خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب.وليس هناك طريقة ثالثة لخفض العجز, ولكن أي ضريبة تريد رفعها هو خيار يجب أن تقرره وليس صندوق النقد الدولي..نحن لسنا في وضع أفضل من المصريين للقيام بذلك..ولكن أيضاالملكية الواسعةبمعني آخر هو البرنامج الذي يجب أن تضعه السلطات المصرية, ولابد من تقديمه وشرحه للشعب المصري وتدعمه قيادة البلاد.لماذا هذا مهم؟ لأن اليوم لا يمكنك تنفيذ برنامج بفرض أي سياسات حتي لو كانت سياسات جيدة. لابد من بناء توافق في الآراء اليوم وخاصة في مجتمع مفتوح وديمقراطي مثل مصر الآن.هذا هو السبب أننا قلنا منذ البداية اننا لصندوق النقد الدولي علي استعداد للحضور ودعم برنامج مصري خالص.
والشرط الثالثأننا قلنا منذ البداية إن ضمان فعالية البرنامج تشترط أن يكون التمويل كافيا, ونحن نقدم بعض التمويل, ولكن ما تبقي من التمويل سيأتي من مصادر أخري والتي تشمل بالفعل بعض بلدان المنطقة والتي سوف توفر المزيد من التمويل.
هل تنتظرون, في المقابل, تمرير حزمة المساعدات الأمريكية, الإعفاء من الديون, قبل إتخاذ قراركم؟
{ الجواب هو لا.كمنظمة دولية عندما يتم استيفاء هذه الشروط السابقة نحن مستعدون للمضي قدما.دورنا في مصر ليس فقط مساعدتها لتخطي المشكلة الأنية, ولكن أيضا لدعم البرنامج الذي سيجعل المستقبل أفضل من الماضي.أعتقد أن سبب خروج الشعب إلي الشارع في مصر, أولا وقبل كل شيء كانت هناك مجموعة من الأسباب السياسية, لكن علي الصعيد الاقتصادي, الناس لم تخرج بسبب عجز الميزانية أو لأن التضخم كان مرتفعا جدا, ولكن بسبب عدم وجود وظائف كافية والوظائف المتوافرة يحصل عليها الناس الذين كان لديهم صلات جيدة..كما أن أصحاب الأعمال الصغيرة لم يكونوا قادرين علي الحصول علي صفقات عادلة لأعمالهم.هذه المسائل لا تزال بحاجة الي معالجة للتأكد من أن المستقبل سيكون مختلفا.
هل تعني الفساد..؟
{ الفساد هو جزء واحد منه, لكنه أكثر من ذلك.انه نموذج الاقتصاد.انه النموذج الذي يضمن أن البنوك تقدم التمويل للشركات الصغيرة, وليس فقط للشركات الكبيرة.إنه النموذج الذي يضمن لك عندما كنت ترغب في الحصول علي رخصة يمكنك الحصول عليها في المدة نفسها سواء كانت لديك إتصالات أم لا.هناك حاجة للتأكد من أن تصميم السياسات الاقتصادية لمساعدة الشخص العادي, وليس فقط لتقديم الأرقام الرئيسية التي تظهر نموا جيدا, ولكن بعد ذلك عند البدء في الحصول علي ما وراء الأرقام تري أن النمو يستفيد منه عدد قليل من الناس.
ترغم ما تقوله..بعض المنتقدين يرون أن ما ترددونه اليوم هو نفس ما حدث في الماضي من إغفال للبعد الاجتماعي في الإصلاح؟
{ صندوق النقد منظمة خارجية تركز عليجوانب ضيقة نسبياوتتعامل مع الموازنات المالية الكلية والاقتصاد الكلي.التحول المجتمعي الذي يغير سير المجتمع, أولا وقبل كل شيء, هو قضية واسعة جدا تتجاوز ولاية أي مؤسسة دولية.وثانيا, القوة والدافع لهذا التغيير لابد أن يأتي من داخل المجتمعات وهو ما نراه في مصر اليوم.هناك مناقشة لهذه القضايا.هناك استجواب للنموذج.هناك مناقشة للطرق التي تضمن أن المستقبل سوف يكون مختلفا.يمكن للمؤسسات الدولية تقديم الدعم التقني للبلدان الأخري, ولكن لا أعتقد أن دور المؤسسات الدولية محاولة تصميم نموذج لأي بلد.ما نقوله طوال الوقت هو أننا علي استعداد للدعم الفني للتعامل مع المشكلة علي الفور, وأيضا ننظر في المناطق الخاصة بنا.علي سبيل المثال, عندما ننظر إلي الميزانية وقضية الضرائب, سننظر في اقتراحات فرض الضرائب التي سيتم طرحها من قبل السلطات المصرية, وسوف ننظر ليس فقط في تأثير هذه المقترحات علي زيادة الإيرادات, لكننا سننظر أيضا في تأثير هذه المقترحات علي نوعية فئات المجتمع التي سوف تتحمل العبء..وهل الأثر الرئيسي سيكون علي الناس الذين يعانون بالفعل من العبء الثقيل لتكاليف المعيشة في المجتمع؟ هذه هي الطريقة التي يمكن أن نساعد بها في تلك الحالة.ولكن في النهاية السلطات المصرية هي التي تقدم المسألة للشعب المصري ونحن نوفر المساعدة الفنية وتجارب البلدان الأخري.نعم, نعتقد أنه سيتم تنفيذ هذه السياسات لأنها تحظي بدعم واسع لأنه بدون الدعم الواسع من الصعب جدا أن أقول إني واثق بإمكانية تنفيذ هذه السياسات.فيمكن للسياسات الخاصة بك أن تكون مثالية, ولكن إذا لم يتم تنفيذها, ما هي النقطة هنا؟
هل تقصد وجود برنامج إصلاح اقتصادي سليم في مصر..؟
{ نعم, والذي من المرجح أن ينفذ لأنه يحظي بدعم واسع.
تهل لديك أي توقعات بشأن تأثير القرض علي تدفق الاستثمار المباشر الي البلاد؟
{ لا, ليس لدينا.من الصعب جدا أن أتوقع لأنها تعتمد علي مدي سرعة استعادة الثقة.وهناك احتمالات كبيرة بالعودة الي مستويات ما قبل الثورة علي الأقل لأن الاقتصاد المصري لديه الكثير من الامكانات.كما أنه من المهم أن نركز علي المشكلة في المدي القصير ولا نغفل عن حقيقة أن الاقتصاد المصري لديه الكثير من المزايا في الأجل المتوسط.لماذا؟ لأن هناك بالفعل تصنيع وقطاع خدمات وبنية صناعية متنوعة.كل هذه العوامل تعني أن الاقتصاد بلد من80مليون شخص ينبغي أن يكون قادرا علي جذب الكثير من الاستثمارات مرة أخري.قرض صندوق النقد الدولي مفيد في إستعادة الثقة لأنه ليس مهما فقط لتوفير التمويل في حد ذاته, ولكن لأنه ينظر إليه من قبل العديد من الناس كمصدر للراحة.انهم يشعرون أنه إذا كان صندوق النقد الدولي هناك, ربما هذا يعني أن إتساق إطار الاقتصاد الكلي.
تهل لديكم أي جدول زمني؟
{ أعتقد أن رئيس الوزراء قال إنه يود استكمال المفاوضات قبل نهاية العام.ونحن أيضا نأمل ان نتمكن من تحقيق هذا الجدول الزمني, ولكن كيف عندما تبدأ المناقشات, ربما يكون هناك مزيد من العمل الذي يتعين القيام به, ومنها سنري لو كان البرنامج جاهزا, وهلم جرا.لذلك فمن الصعب جدا أن نقول متي بالضبط سوف نبرم الإتفاق, وهدفنا هو المضي قدما بأسرع ما نستطيع ولكن الأمر يعتمد علي السرعة التي يجري العمل بها في مصر.
تتردد أن هناك إمكانية لزيادة القرض إلي6مليارات دولار؟
{ لم أسمع بهذا الرقم.انها المرة الأولي التي أسمع الرقم.ولكن أود أن أقول إن ما قلناه في البداية هو أن البرنامج الذي وضعت معا في العام الماضي كان ل2.3 مليار دولار.منذ ذلك الحين قالت السلطات المصرية انها ترغب في الحصول علي قرض أكبر.وعندما كانت مديرة الصندوق في القاهرة طلبوا قرضا أكبر.رأينا هو اننا سوف نذهب وننظر في البرنامج والاحتياجات التمويلية لمصر, واستنادا إلي قوة البرنامج واحتياجات التمويل, والفريق الفني سيعمل علي تحديد ما هو الأنسب لدعم مصر.
هل هناك طلب لرقم محدد؟
{ كان هناك طلب أثناء زيارة مديرة الصندوق كرستين لاجارد لمبلغ8.4 مليار دولار.وقلنا اننا سوف ننظر في ذلك.النظر في حجم التمويل, يستدعي معرفة ما هو مطلوب لمصر العام القادم, وهذا ما سوف يحدده الفريق التقني.
هل ستمتد مناقشات الفريق الفني للصندوق خارج الحكومة المصرية؟
الفريق الفني في القاهرة سيلتقي مع المجتمع المدني, ومع مجتمع الأعمال, للاستماع إلي وجهة نظرهم أيضا, وكذلك للشرح والإجابة علي أسئلة حول صندوق النقد الدولي.لأنه كما قلت, هناك الكثير من الناس الذين لديهم أسئلة حول صندوق النقد الدولي, وماذا نفعل هنا, وما هو هدفنا, وأفضل وسيلة بالنسبة لنا للرد علي هذه الأسئلة, هو أن نكون مستعدون للاجتماع مع كل الأطراف وشرح تلك الأشياء.أمل أن تتاح للفريق التقني الفرصة للحصول علي مدخلات من مختلف الفئات, ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني وأن يجيب علي أسئلتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.