أصبحت رمزا للمقاومة وهي في الحادية عشرة من عمرها. الطفلة ملالا يوسفزاي الباكستانية ذات الأربعة عشر ربيعا والتي صارت بطلة حين عارضت حركة طالبان لموقفها الرافض لتعليم الفتيات. فأطلقت صيحاتها المنادية بحق الفتاة في التعليم عبر مدونة كتبتها لهيئة الإذاعة البريطانية بي. بي. سي حذرت فيها من بطش طالبان. وشاركت ملالا في عديد من الندوات والبرامج التليفزيونية منددة بانتهاك طالبان لحقوق الفتيات وحرمانهن من التعليم وقتلهم لمعارضيهم. ورأت طالبان أنه لابد من إسكات ملالا, وفي التاسع من أكتوبر الحالي, وأثناء عودتها في سيارة المدرسة, قام مسلحون بإيقاف السيارة, وفي اعتداء وحشي أطلق أحدهما الرصاص علي ملالا, فأصابها بجروح خطيرة قبل أن يلوذ بالفرار, نقلت علي أثرها ملالا للعلاج في لندن ومازالت تحت الرعاية. ومازالت حركة طالبان تمارس نشاطها في المناطق الريفية في باكستان, وقد قامت في السنوات الأخيرة بهدم نحو مائتي مدرسة تحت شعار الدفاع عن الدين, وعدم حق الفتيات في التعليم. فأي إسلام هذا الذي يأمر بقتل فتاة صغيرة لأنها تطلب العلم؟ إن استغلال الإسلام كذريعة لاقتراف الجرائم وإعادة الناس إلي عصر الجاهلية يعكس صورة سيئة للإسلام هو برئ منها, وهذا هو دور شيوخنا في توضيح أهمية العلم في الإسلام وإنه لم يفرق بين صبي أو صبية. إن التعليم هو أساس تطور الشعوب, فإلي متي يظل البعض يعيش في الظلام, فاستمرار الأوضاع علي هذا النحو في بعض المناطق من العالم, لن يؤدي بها إلا إلي الرجوع إلي الوراء بينما يتقدم الآخرون بسلاح العلم. فهل تنجح رصاصات طالبان في إسكات صوت ملالا الشجاع ويقضي علي حلمها في أن تكون زعيمة سياسية جعلت من بنظير بوتو مثلا أعلي لها؟ رحم الله عميد الأدب العربي د. طه حسين, أبرز دعاة التنوير والذي تحدي في كتاباته الجمود الديني والفهم المنغلق للدين وقال أن التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن! [email protected] المزيد من أعمدة مها النحاس