في الوقت الذي لم تهدأ فيه بعد وتيرة الاحتجاجات علي الفيلم المسيء للرسول محمد( صلي الله عليه وسلم) والذي عرضه قلة من أقباط المهجر في أمريكا, وفي تحد جديد لمشاعر المسلمين في العالم, نشرت مجلة فرنسية ساخرة رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد( صلي الله عليه وسلم) لتسكب مزيدا من الزيت علي النار. إن مثل هذه الأعمال تثير علامات استفهام حول الغرض منها في هذا التوقيت. هل هو من أجل استفزاز مشاعر المسلمين في العالم وإثارة غضبهم بردود أفعال عنيفة كما حدث في مصر وليبيا, وبالتالي إلصاق تهمة الإرهاب بهم؟ أم الغرض هو بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين؟ أم تعكير العلاقات المصرية مع دول العالم, في وقت تحاول فيه مصر أن تعيد بناء اقتصادها وإعادة الاستقرار في داخلها؟ لقد أثبت أقباط مصر والمهجر أنهم يمثلون نسيجا وطنيا واحدا مع المسلمين, وبادروا باستنكار هذه الأعمال الحقيرة التي لا تعبر إلا عن قلة حاقدة, مطالبين بإصدار وثيقة لوضع ضوابط أخلاقية وقانونية لمنع ازدراء الأديان. وإذا كان هناك متطرفون من اليهود أو المسيحيين, فهناك أيضا متطرفون بين المسلمين, وهم أبعد ما يكونون عن الدين الحنيف الذي يدعو إلي التسامح واحترام الأديان, والإيمان بجميع الرسل, أقول هذا ردا علي أحد التعليقات التي جاءتني علي ما كتبته الأسبوع الماضي حول الفيلم المسيء للرسول الكريم. إن مثل هذه الأعمال التي تستهدف الإساءة إلي الرموز الدينية ليست الأولي ولن تكون الأخيرة, وعلينا التحلي بالعقلانية في مواجهتها, والسعي لاتخاذ إجراءات قانونية لملاحقة كل من تسول له نفسه المساس بأنبياء الله, والفرصة متاحة أمام زعماء المسلمين ومنظمة التعاون الإسلامي أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنعقد في الفترة المقبلة لطرح مشروع قانون يحرم ازدراء الأديان جميعا. إن حرية التعبير ليست مبررا للإساءة للآخرين, فالحرية مسئولية لا يتحملها إلا من كان علي قدر من الاحترام لنفسه وللآخرين. ونقول لسيدنا وحبيبنا رسول الله ما قاله المتنبي: إذا أتتك مذمتي من ناقص.. فهي الشهادة لي بأني كامل وأنت خير خلق الله. المزيد من أعمدة مها النحاس