نظرة عابرة على صفحات التواصل الاجتماعى تعطى كما هائلا من المشاعر السلبية والاحتقان والحزن والمشاحنات لدى قطاعات واسعة من المصريين. قد نكون شعبا عاطفيا بطبعه يتأثر فرحا وحزنا بأبسط الأحداث ويتعجل فى تحقيق الأمنيات، فالبنت التى تخرجت فى الجامعة تصبح قنبلة موقوتة فى بيت أهلها لأن صاحب الحظ لم يطرق الباب بعد، والشاب الذى يتحسس طريق العمل يأمل بسرعة جمع المال، والجميع فى صراع محموم على المادة والتفكير فى هموم ومتطلبات الحياة اليومية. لابد أن نعترف بأن العلاقات الاجتماعية تمر بأزمة حقيقية قد يكون بعضها مبررا ومفهوما بضيق ذات اليد أو ضعف فرص العمل، هناك حالة الشحن والعداء وتفتيت الأسرة الواحدة عبر صراعات بين الاشقاء، كل الجهات مسئولة عن تضرر المنظومة الاجتماعية الصلبة فى مصر بما فيها علماء الدين والمدارس والجامعات والفن والثقافة، ولا نعفى البنية الأساسية للأسرة وأربابها ووجهاء المنطقة من الانصياع للعواطف وعدم تحكيم العقل فى حل المشاكلات والالتزام بالمنطق أو الرجوع إلى ثوابت ديننا الحنيف فى التراحم والبر. نحتاج إلى آليات جديدة لنشر الطاقة الإيجابية والحب والتلاحم والتكافل، نحتاج إلى تمتين أواصر الصلات الحميمة فيما بيننا واستعادة روح الأسرة المصرية وتجاوز فترة الردة والفوضى، ونتطلع إلى بث الأمل فى الغد والتعامل بوعى مع تحديات الواقع دون إفراط فى رسم صورة وردية مثالية أو التفريط فى جلد الذات والانتقام من النفس وانتظار الهلاك القادم. نحتاج إلى اتفاق جمعى يرسم خطوطه المثقفون وقادة التنوير وصناع البسمة يضخ فى الشرايين وهج التسامح والعفو، ويبنى جسورا من المودة ويشيد حدائق تتفتح فيها أزهار المستقبل. لمزيد من مقالات إبراهيم العشماوى