لأن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، دخلت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» على خط المواجهة المشتعلة بين الولاياتالمتحدةوالصين، حيث أكد باتريك شاناهان وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة أن عملاق الاتصالات هواوى «مقرب جدا» من الحكومة الصينية، ما يجعل من الصعب الثقة بهذه الشركة، كما اتهم شاناهان بكين بزعزعة الاستقرار فى آسيا، وتعهد بالحفاظ على التفوق العسكرى الأمريكى فى منطقة المحيط الهندى - الهادي. وقال شاناهان أمام مؤتمر للدفاع والأمن فى سنغافورة أن «اندماج الشركات المدنية بالجيش وثيق جدا، الصين لديها سياسات وقوانين وطنية تحتم مشاركة البيانات»، فى إشارة إلى الجدل المثار إزاء الشركة الصينية المتهمة بالتجسس وتواجه حظرا أمريكيا. وأضاف «عندما أنظر إلى هذا الوضع، هناك مخاطرة كبيرة، لا يمكن الوثوق بأن تلك الشبكات ستكون محمية». وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أدرجت الشهر الماضى هواوى على ما يسمى ب«القائمة السوداء» لأسباب مرتبطة بالأمن القومي، وهو ما يعنى منعها من الحصول على المكونات الأمريكية الصنع التى تحتاجها لمعداتها. لكنها منحتها لاحقا مهلة 90 يوما قبل بدء تطبيق الحظر. كما دعا شاناهان الصين إلى «التوقف عن تقويض سيادة الدول الأخري»، قائلا: «الصين يمكنها ويجب عليها أن تقيم علاقات تعاون مع بقية دول المنطقة». وأضاف خلال منتدى «حوار شانجريلا» الذى يحضره كبار مسئولى الدفاع فى العالم: «السلوك الذى يقوض سيادة الدول الأخرى ويزرع عدم الثقة بنوايا الصين، يجب أن يتوقف». وتابع: «ربما يأتى أكبر تهديد على المدى الطويل للمصالح الحيوية لدول هذه المنطقة من عناصر تسعى لتقويض النظام الدولى القائم على قواعد بدلا من تعزيزه». وقال فى لهجة تحذيرية: «لا يمكن لأى دولة ولا يحق لها الهيمنة على منطقة المحيط الهندى - الهادئ»، «نريد التأكد من عدم تمكن أى خصم من الاعتقاد أن بإمكانه بلوغ أهداف سياسية عبر قوة السلاح».ودعا شاناهان الحلفاء الآسيويين إلى زيادة انفاقهم الدفاعى فى الوقت الذى شدد فيه على التزام الولاياتالمتحدة بالمنطقة. وقال إن: «البنتاجون سيستثمر كثيرا فى السنوات الخمس المقبلة فى برامج مهمة لمنطقة المحيط الهندى - الهادئ لكى تكون مستقرة وآمنة»، مشيرا بشكل خاص إلى الدفاع المضاد للصواريخ، وهو المجال الذى استثمرت فيه الصين كثيرا فى السنوات الماضية. وللمرة الأولى منذ 2011، أوفدت الصين وزير الدفاع الجنرال وى فنج إلى سنغافورة لحضور المنتدى الأمنى حيث من المقرر أن يلقى الجنرال الصينى اليوم خطابا للرد على تصريحات شاناهان.وفى غضون ذلك، بدأت الولاياتالمتحدة أمس فى تحصيل رسوم جمركية أعلى تبلغ 25% على سلع صينية كثيرة وصلت إلى الموانى الأمريكية صباح أمس، وذلك تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكى الذى أعلنه 10 مايو الماضى بفرض تلك الزيادة على قائمة من السلع الصينية تبلغ قيمتها 200 مليار دولار. جاء ذلك بعد ساعات من بدء سريان قرار مماثل لبكين بتحصيل رسوم انتقامية بالنسبة نفسها على معظم السلع الواردة فى قائمة مستهدفة تشمل بضائع أمريكية قيمتها 60 مليار دولار.وعلى جبهة أخرى للحرب التجارية الأمريكية، أنهت الولاياتالمتحدة منح الهند معاملة تجارية تفضيلية وذلك اعتبارا من الخامس من يونيو الجاري. وقال ترامب فى بيان: «رأيت أن الهند لم تؤكد للولايات المتحدة أنها ستوفر دخولا عادلا ومعقولا لأسواقها». والهند أكبر مستفيد فى العالم من برنامج نظام الأفضليات الأمريكى الذى يسمح باستيراد تفضيلى معفى من الرسوم لسلع من الهند تصل قيمتها إلى 5،6 مليار دولار.وفى سياق متصل، دعا الرئيس المكسيكى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور و«غرفة التجارة الأمريكية»،أكبر جماعة ضغط أمريكية للأعمال، الرئيس الأمريكى إلى التراجع عن تهديد بفرض رسوم جمركية عقابية على الواردات المكسيكية بسبب خلاف على الهجرة قد يتسبب فى هزة قوية للاقتصاد المكسيكي. وقال الرئيس المكسيكى للصحفيين: «أدعو المكسيكيين إلى أن يكونوا واثقين، سوف نتغلب على نهج الحكومة الأمريكية هذا، سيقومون بتصحيح الوضع لأن الشعب المكسيكى لا يستحق المعاملة بالطريقة التى يحاولون معاملته بها».وبموجب خطة ترامب سيتم فرض رسوم جمركية تبلغ 5% على البضائع المكسيكية اعتبارا من 10 يونيو الحالى على أن تزيد شهريا لتصل إلى 25% بحلول الأول من أكتوبر.