إلا رسول الله.. نعم إلا رسول الله. لقد بلغ الحقد مداه حين قامت قلة من الأقباط المتطرفين بالمهجر بمشاركة القس الأمريكي تيري جونز المعروف بعدائه للمسلمين واستفزازه لمشاعرهم, بالتجرؤ بعرض فيلم حقير في ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر. يتطاول علي سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, وهو ما ينم عن نفوس مريضة حاقدة, فهذا القس قام بحرق المصحف الشريف عدة مرات من قبل, ولم يحرك أحد ساكنا لمحاسبته, إنه تاريخ طويل من الانحياز الأمريكي الصارخ لإسرائيل والتحامل علي الإسلام والمسلمين, ففي الوقت الذي تلاحق فيه شخصيات عالمية بتهمة معاداة السامية, مثل المفكر والفيلسوف الفرنسي الراحل روجيه جارودي, حين شكك في أعداد اليهود في محرقة النازية المعروفة بالهولوكوست, قامت الدنيا ولم تقعد, وجرت محاكمته والحكم عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ, في حين أنه لم يسب أيا من مقدسات اليهود الدينية أو رموزها, وفي الوقت نفسه يتم ترك من يتطاول علي أقدس رموز الدين الإسلامي. وإذا كان المسئولون الأمريكيون يؤكدون أن احترام المعتقدات الدينية هو حجر الزاوية للديمقراطية الأمريكية, فنحن في انتظار الإجراءات القانونية الديمقراطية التي تحترم المعتقدات حتي لا تتحول حرية الرأي والتعبير إلي أداة للسباب لدي المتطرفين. فالرموز الدينية, كما يؤكد العقلاء من المسلمين والمسيحيين, هي خط أحمر يجب عدم المساس به, ولذا فقد استنكرت الكنائس المصرية هذه الإساءة للرسول الكريم, أليس من بين قرارات الأممالمتحدة ما يعتبر أن إهانة واحتقار الأديان يعتبر خرقا لميثاق الأممالمتحدة؟ فهل ننتظر إحالة المسئولين عن هذا الفيلم الحقير للمحاكمة العاجلة وإنزال العقوبة المشددة عليهم حتي لا يتكرر هذا الأمر مرة أخري بما لا يدع مجالا لتأجيج مشاعر الغضب لدي مليار ونصف المليار مسلم في العالم؟! المزيد من أعمدة مها النحاس