هتلر ... عدو الصهاينة لا يمكن قبول فكرة الهجوم على السفارات عندما يطرأ خلاف بين شعبين، أو بلدين، وذلك فى تعليق "ابتدائي" على ما جري أمس من هجوم على السفارة الأميريكية بالقاهرة، بلغ حد إنزال العلم وحرقه، تلاه هجوم مماثل ولكن أشد عنفا فى ليبيا، أسفر عن اغتيال السفير وعدد من المسئولين الأميريكيين، فيما يمكن اعتباره سابقتين خطيرتين فيما يتعلق بالعلاقات الدولية بين دول الربيع العربي وغيرها من دول العالم...... "بالطبع مع استبعاد ما جري العام الماضي من اقتحام للسفارة الصهيونية، تأسيسا على مبدأ هام وهو أن "إسرائيل" ليست بدولة ولكنها مجرد كيان مغتصب لأرض محتلة"، على الأقل من منظور شعبي وثوري والأهم: ديني. ولكن الجريمة البشعة التى تورط فيها رموز أقباط المهجر وقس متطرف سبق له إحراق المصحف الشريف، بقيامهم بإنتاج فيلم يسيئ مباشرة إلى النبي "محمد – صلي الله عليه وسلم"، فى ظل غض طرف وتجاهل كاملين من جانب الحكومة الأميريكية، كان ينبغي أن يثير ردود فعل رسمية تتناسب وفداحة الجرم، سواء من الجانب المصري أو الأميريكي، إلا أن هذا لم يحدث، ولن يحدث، لأسباب عديدة. فمن ناحية لا تملك أمريكا فى جعبة قوانينها ما يدين جريمة إهانة الذات الإلهية أو المقدسات الدينية، بل من حق أي مواطن هناك أن يسب ما شاء ومن شاء من آلهة وأنبياء، كيفما شاء، دونما أن تطاله دائرة العقاب. أما من ناحية الطرف المصري، فلا يملك بدوره سوي الإدانة والاستنكار، إلى غير ذلك من بيانات ورقية تأخذ طريقها المعتاد إلى سلة مهملات التاريخ، فيم تبقي الإهانة ثابتة فى حق أكبر رمز إسلامي، دون رد حقيقي عليها. وإلى من يرون أن مثل هذه الإهانات الموجهة للمقدسات الإسلامية، ينبغي ألا تثير سوي مشاعر الاحتقار، مع إعلاء قيمة التجاهل، حتى لا نساهم بردود أفعال "مبالغ فيها" فى تحويل فيلم سينمائي مغمور إلى مادة تثير شغف الناس فى العالم أجمع، نتوجه إليهم بسؤال: لماذا لا يتصرف العدو الصهيوني بالطريقة "الحضارية" ذاتها، ويتجاهل كل ما يوجه إليه من هجمات سياسية وإعلامية وشعبية وثقافية، تعبر عن وجهة نظر العرب وأنصار الحق الفلسطيني فى أرضه المحتلة، ممن لا يرونه سوي كيانا غاصبا ومعاديا للعرب؟؟؟ لماذا أصر الكيان الصهيوني على ابتزاز الغرب بأكمله حتى أصدر قوانين معاداة السامية، وسلطها كسلاح إرهابي فى وجه كل من يقترب فقط من "الأصنام" الصهيونية، وعلى رأسها التشكيك فى المحارق النازية ومعاداة السامية؟؟؟ هل يعقل، ولأنه لا توجد "قوانين دولية" تجرم سب إله المسلمين ونبيهم – صلي الله عليه وسلم – أن يكون من حق أي فرد أن يسب هذه المقدسات السامية فى عمل أدبي أو فني، كما يحلو له، بدعوي أنه هذه من حرية التعبير........ بينما لو تجرأ مخرج سينمائي وصنع فيلما يعتبر فيه أن "إسرائيل" هي كيان مغتصب لأرض عربية، ويحذر – مثلا – من أن مجرد التلفظ باسم "إسرائيل" يعني الاعتراف ضمنا بحقها – المزعوم – فى هذه الأرض، يتم مسح الأرض به، من جانب الإعلام الصهيو – غربي، وقد تتم محاكمته وإدانته بتهمة معاداة السامية، على غرار ما جري مع المخرج العالمي "كوستا جافراس" عقب إخراج فيلمه الشهير "هانا كيه" فى ثمانينات القرن الماضي، أو كما حدث مع مفكر فرنسا العظيم "روجيه جارودي"، الذي حوكم وأدين وصدر ضده حكم بالسجن، عندما طرح وجهة نظره الخاصة التى كشف فيها زيف الهولوكوست النازي ضد اليهود؟؟؟ فى تعليق منه يقول د. رفعت سيد أحمد – مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث – أن العالم بات مطالبا بإصدار قوانين تجرم معاداة الإسلام والدين عموما، بذات الحماسة التى سبق وأصدر بها قوانين معاداة السامية، وهذه الأخيرة تم استغلالها أسوأ استغلال ضد عديد من المفكرين والمبدعين على مستوي العالم أجمع، فيما يعد ابتزازا واضحا للعقل الإنساني وامتهانا له. وكشف د. رفعت، عن وجود مبادرة سبق إطلاقها من جانب بعض المثقفين العرب، تهدف إلى مطالبة العالم بإصدار قانون لتجريم معاداة الدين الإسلامي والمقدسات الدينية عموما، إلا أن هذه المبادرة قد أهيل عليها التراب بفعل فاعل، مع أننا – كعرب – نملك وسائل الضغط اللازمة، على سبيل المثال اللوبي العربي فى أمريكا وهو أكبر بكثير من نظيره الصهيوني، إلا أن الأخير أقوي تنظيما وأقرب إلى مواقع صنع القرار بكثير. وطالب "د. رفعت" أن يتم إعادة هذا المشروع إلى النور، عبر جهود مشتركة من جانب المؤسسات العربية والإسلامية، مثل الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمات المجتمع المدني، مع حشد الأصوات على المستوي الدولي، وصولا إلى إقراره عن طريق الأممالمتحدة، ليكون حائط صد فى مواجهة أي عدوان جديد على المقدسات الدينية فى العالم أجمع.