لا شك أن الاتحاد الأوروبي شريك مهم لمصر سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي, كما يعتبر الاتحاد الأوروبي مصر شريكا استراتيجيا له في منطقة الشرق الأوسط. ومن هنا جاءت اهمية زيارة الرئيس محمد مرسي الحالية لبروكسل كأول زيارة له للاتحاد ولأوروبا منذ توليه منصبه. وقد أثبت الاتحاد الأوروبي تمسكه بالشراكة بينه وبين مصر حتي بعد قيام ثورة25 يناير التي ساندها الاتحاد منذ البداية, وأيضا بعد فوز مرسي بانتخابات الرئاسة رغم انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين ورغم توجس الدول الأوروبية من أي جماعات تنتمي للتيارات الإسلامية. وتنعكس أهمية الزيارة علي اللقاءات التي يعقدها مرسي حيث يلتقي وخوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الاوروبية والذي زار مصر في العام الماضي لتأكيد أهمية العلاقات المصرية الأوروبية. كما يلتقي وكاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية والتي قامت بدورها يزيارة مصر أكثر من مرة منذ قيام ثورة25 يناير وحرصت خلال زياراتها لمصر علي بحث سبل جديدة لتأكيد شراكة الاتحاد الأوروبي لمصر ومساندته لها في المرحلة الانتقالية التي تمر بها سعيا وراء تحقيق الديمقراطية. ومنذ اندلاع ثورات الربيع العربي, بات علي الاتحاد الأوروبي تغيير سياساته لمواكبة التغيرات في منطقة الشرق الأوسط, ومن هنا بدأت السياسات والبرامج الجديدة التي تضمن دور فعال للاتحاد في الحراك السياسي والديمقراطي الذي تشهده الدول الشريكة له في جنوب المتوسط. ومن هنا ظهرت مسميات جديدة لم تكن تطرح في العلاقات المصرية الأوروبية من قبل مثل' المزيد من أجل المزيد' والتي تعني أنه كلما اتخذ الجانب المصري خطوات جادة نحو الديمقراطية والنمو الاقتصادي كلما ساند الاتحاد الاوروبي مصر من خلال تقديم المساعدات. ولهذا ورغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها منطقة اليورو, حرص القائمون علي وضع السياسات هناك علي زيادة المخصصات المالية( مساعدات ومنح وتمويل لبرامج) لدول الربيع العربي ومنها مصر خلال الخطة المالية الجديدة للاتحاد والتي تبدأ من2013 وحتي.2015 بينما خصص الاتحاد في الفترة من2011 وحتي2013 حوالي450 مليون يورو لمصر بهدف تنمية المجتمع المدني والمناطق الفقيرة وغيرها من البرامج التنموية. هناك ثلاث مبادئ يحاول الاتحاد الاوروبي تحقيقها مع شركائه من دول الجنوب وهي: أولا, العمل علي تدفق رءوس الاموال لهذه الأسواق من خلال زيادة حجم الاستثمارات و زيادة القروض المقدمة من بنك الاستثمار الأوروبي. ثانيا, فتح الأسواق الأوروبية أمام المنتجات العربية بصورة اكبر. ثالثا, سهولة حركة الافراد من خلال تسهيل اجراءات الحصول علي تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوروبي. كما قررت كاثرين أشتون في العام الماضي تعيين برنار دينو ليون ممثلا للاتحاد الأوروبي في منطقة جنوب المتوسط لتكون مهمته تعزيز الدور السياسي للاتحاد الأوروبي في هذه المنطقة من خلال الاتصال بالحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية, علي أن يعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي. وبالفعل زار ليون مصر اكثر من مرة منذ توليه مهام منصبه. وأكد ليون خلال إحدي زياراته وفي حوار للأهرام أن الإتحاد الأوروبي حريص علي علاقاته مع مصر خاصة وأن الاتحاد الأوروبي مدرك تماما الأخطاء التي وقع فيها في الماضي بسبب مساندته للنظم السابقة في المنطقة رغم تأكده من فسادها وذلك بحجة الحفاظ علي استقرار المنطقة.