تدشن القمة الثلاثية على مستوى زعماء مصر والأردنوالعراق, قبل انعقاد القمة العربية، مرحلة جديدة من التقارب والتنسيق ما بين القاهرة وعمان وبغداد. ويمثل حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبد الله الثانى عاهل الأردن وعادل المهدى رئيس وزراء العراق على عقد هذه القمة الثلاثية رسالة مهمة لكل القوى والأطراف الإقليمية والدولية. ولعل أهم ما هذه فى الرسالة أن الثقل المصرى ليس بعيدا عن العراق، وأن التنسيق المصرى العراقىالأردنى يتم بوتيرة أعمق وعلى أعلى المستويات. ويشير تركيز القمة على تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين الأردن ومصر والعراق، إلى حرص الدول الثلاث على إجراء «اتصالات إستراتيجية» لها علاقة بتعزيز التعاون الثلاثى وتبادل المعلومات الأمنية، والعمل على بدء مشروع ثلاثى لمواجهة التطرف والإرهاب. وعلى هذا الأساس كان من الطبيعى أن يعقد وزراء الخارجية فى الدول الثلاث اجتماعا خاصا بحضور مدراء المخابرات فى الدول نفسها ، الأمر الذى يوضح ان أجندة اللقاء الثلاثى أمنية وسياسية. وفى الوقت نفسه، يعيد العراق النظر فى دراسة الجدوى لمشروع خط النفط مع الأردن بشكل كامل، بهدف التأكد من تحقيقه أعلى منفعة اقتصادية، وأن بغداد تدرس حاليا تطوير المشروع بحيث يتم إيصال الخط إلى مصر، بدلا من انتهائه فى العقبة، مما يجعل جدواه أكبر بالنسبة للعراق، وتفوق تلك المتوقع تحقيقها إذا ما توقف الخط فى العقبة، ويتواصل الجانب العراقى مع مصر فى هذا الخصوص. ويبقى أن التقارب المتسارع ما بين القاهرة وعمان وبغداد يعكس دقة اللحظة الراهنة فى المنطقة، ورغبة العراقوالأردن فى الاستفادة من الثقل المصري، ويرى الكثيرون أهمية الوجود المصرى فى العراق، وكيف يمكن أن يساعد العراق على الانفتاح بقوة على محيطه العربي، وأن يسرع من عملية استقراره فى العراق. وفى الوقت نفسه، فإن الأردن بحاجة إلى دعم مصر والعراق للتغلب على أزماته الاقتصادية، ومساندته والتنسيق معه فى مواجهة مشاريع التسويات السياسية لقضية الشرق الأوسط المركزية «القضية الفلسطينية»، فضلا عن ضرورة التنسيق فى بقية القضايا، خاصة سوريا والعلاقة مع إيران وتركيا. لمزيد من مقالات رأي