فى تقرير حول تجارة السلاح حول العالم،كشف معهد إستوكهولم الدولى لأبحاث السلام «سيبري» عن أن الولاياتالمتحدة تعد المورد الأكبر للسلاح حول العالم خلال السنوات الخمس الماضية، إذ إنها تسيطر على ثلث السوق العالمية لمبيعات السلاح. وقال «سيبري»، فى آخر تقرير له حول عمليات تصدير الأسلحة حول العالم، إن حجم تجارة السلاح زاد بنسبة وصلت إلى 8% خلال الفترة التى امتدت من عام 2014 وحتى 2018، مقارنة بالفترة ما بين 2009 و2013، مشيرا إلى أن واشنطن استحوذت على 36% من مبيعات الأسلحة العالمية خلال السنوات الخمس الأخيرة، فى زيادة بنسبة 6% على السنوات الخمس التى سبقتها. وأوضح»سيبري» أن واشنطن تبيع الأسلحة إلى 98 دولة حول العالم، وهو الرقم الذى يتفوق كثيرا على مبيعات أى دولة أخرى حول العالم، فروسيا التى تأتى فى المرتبة الثانية تضم قائمتها 48 دولة فقط. وفى هذا الصدد، أشار أود فلورانت رئيس برنامج الإنفاق العسكرى والأسلحة فى سيبرى إلى إن مبيعات الأسلحة الأمريكية تتضمن «أسلحة متقدمة مثل الطائرات الحربية والصواريخ قصيرة المدى والصواريخ الباليستية وعدد كبير من القنابل الموجهة»، مؤكدا أن الطائرات الحربية تعد السلاح الأمريكى الأبرز، إذ يمثل وحده نحو 53% من عائدات الأسلحة للولايات المتحدة. وحول منطقة الشرق الأوسط، أكد تقرير»سيبري» أن إجمالى واردات المنطقة من الأسلحة الأمريكية يصل إلى نحو 52%، موضحا أن أكثر من نصف هذه المبيعات يذهب إلى السعودية، التى تستأثر وحدها بنحو 22% من إجمالى المبيعات، بينما تعد العراق والإمارات من المستوردين الإقليمين الكبار. ووفقا ل «سيبري»، فإن الصراعات والتوترات بمنطقة الخليج تعد أحد الأسباب الرئيسية وراء زيادة طلب المنطقة على الأسلحة، الذى قفز خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة بلغت 19%. وبعيدا عن الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط، تأتى روسيا فى المركز الثانى عالميا كأكبر دولة مصدرة للسلاح، إذ تستأثر وحدها بنحو خمس السوق العالمية لصادرات السلاح، وتتجه أكثر من نصف صادراتها إلى الهندوالصين وفيتنام. وعلى الرغم من الطفرة التى شهدتها المبيعات الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية، عانت الصادرات الروسية تراجعا ملحوظا بنسبة وصلت إلى 17%، مقارنة بالفترة ما بين 2009 و2013، وهو ما أرجعه «سيبري» إلى انخفاض واردات الهند وفنزويلا. لكن لا تزال الهند ثانى أكبر مستورد للسلاح حول العالم بنسبة تصل إلى 95% ، نظرا لصراعها المستمر مع جارتها النووية باكستان. فى المقابل تأتى فرنسا وألمانيا والصين فى المراتب التالية للولايات المتحدةوروسيا، إذ يبلغ إجمالى صادرات الدول الخمس نحو 75% من مجمل الصادرات العالمية للسلاح، بينما تستأثر كل من السعودية والهند واستراليا والجزائر بثلث واردات العالم. وذكر»سيبري» أن الصين زودت نحو 53 دولة حول العالم بأسلحة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية رغم أن الكمية تعد»صغيرة نسبيا»، مشيرا إلى أن باكستان تعد المستورد الرئيسى للأسلحة الصينية، فيما يحجم مستوردون كبار ،مثل الهند وأستراليا وكوريا الجنوبية وفيتنام، عن شراء أسلحة من الصين لأسباب سياسية. وقال «سيبري» إن الصين كانت حتى وقت قريب سادس أكبر مستورد للسلاح فى العالم، لكنها انضمت أخيرا إلى نادى الدول المصدرة بعد تطويرها أنظمة الأسلحة الخاصة بها.