سترهق نفسك كثيرا لو حاولت تفسير تلك الرهبة التى تتملكك عند المرور فى الوادى الواقع تحت سفح جبل المناجاة أو جبل التجلي، حيث مناجاة موسى لله عز وجل. هو على بعد خطوات من دير سانت كاترين، لابد من أنك ستلاحظ الفارق الواضح بين لون ما تبقى من الجبل وبين بقية الجبال المحيطة، فهو يغلب عليه اللون الرمادى ويقل ارتفاعه عن بقية الجبال ويبدو سفحه وكأنما دك دكا مع تناثر صخوره بين الكبيرة والصغيرة، كأنما وقع هذا لها بالأمس. ستشعر بجلال الجبل المتفرد بهذا اللون مع صمت مهيب يحيط أرجاء المكان، وإذا تأملت وجوه الزائرين وهم يصعدون فوق أسنمة الجمال، ستجدها مفعمة برهبة الجلال، ذلك أنه جبل شهد أقدس حوار جرى فى تاريخ الأرض عندما ارتجى موسى «عليه السلام» رؤية ربه شوقا إليه ولعل الاختلاف الجلى فى اللون ليس سوى أثر باق من الحوار المقدس الذى دك بسببه الجبل.