لم أشعر بصعوبة التعاطى مع أى كتاب مثلما شعرت مع كتاب الصديق العزيز اللواء دكتور سمير فرج الذى سمعت عنه كثيرا قبل أن أراه بسنوات طويلة بعد أن بزغ نجمه فى الأوساط العسكرية المصرية عقب المناظرة الشهيرة فى لندن حول حرب أكتوبر المجيدة والتى هزم فيها الجنرال الإسرائيلى آرييل شارون بجدارة. فى كتاب «أوراق من حياتي» أنت أمام صياغة تعكس عمق الانضباط فى السرد لعشرات الأحداث السياسية والعسكرية والإنسانية. ولعل أبرز سمات الكتاب أنه عنوان للوفاء الذى تجسده سطور صادقة عن كبار القادة العسكريين الذين عاصرهم كضابط مقاتل بدءا من المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة والفريق سعد الدين الشاذلى واللواء عمر سليمان والمشير محمد حسين طنطاوى والفريق أول محمد فوزى والفريق صلاح حلبى واللواء محمد أحمد صادق والمشير أحمد بدوى ووصولا إلى المشير عبد الغنى الجمسى والمشير أحمد إسماعيل على وجميعهم حسبما تنطق روح الكلمات التى خطها سمير فرج هم أعلام العسكرية المصرية مع غيرهم من رموز المؤسسة العسكرية على طول التاريخ الذين لم يقصروا فى أداء المهام المكلفين بها، سواء فى سنوات الألم مع نكسة يونيو 1967 أو سنوات الأمل خلال حرب الاستنزاف أو سنوات الزهو بعد انتصار أكتوبر المجيد عام 1973. إن الضابط الصغير سمير فرج الذى تشرف بمقابلة الرئيس عبد الناصر بعد النكسة وتزود فى هذا اللقاء بشحنة معنوية هائلة هو نفسه الضابط الكبير الذى لم ينس رفيق دربه العميد أركان حرب صلاح فهمى نحلة الذى كان أحد أبرز مساعدى المشير الجمسى رئيس هيئة العمليات فى حرب أكتوبر حيث قام بوضع الخطوط الرئيسية لخطة العبور وتوقيتاتها بما فى ذلك خطة إغلاق مضيق باب المندب وسجلها فى كراسة ابنته «حنان» حيث حملها الرئيس السادات معه إلى الاجتماع الشهير مع الرئيس حافظ الأسد فى مايو 1973 لتحديد الموعد الملائم للحرب وظل الرئيس السادات يتغنى بكراسة الجمسى التى هى فى الحقيقة كراسة التلميذة حنان صلاح فهمى. خير الكلام: ما يأخذه منك الصديق لا يمكن أبدا أن يضيع! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله