يعد التعليم الفنى قاطرة التنمية ودوره مهم لإحداث نهضة اقتصادية حقيقية فى مصر ولذا وضعت الدولة إستراتيجية وخططا قومية للنهوض به، من شأنها رفع مستوى خريجى التعليم الفنى وتغيير النظرة المجتمعية تجاهه. وأعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أن عام 2019 سيشهد إطلاق النموذج الجديد للتعليم الفنى وسيتم تأسيس هيئة جودة مستقلة وأكاديمية خاصة لتدريب معلمى التعليم الفنى. كما أكد وزير التعليم العالى والبحث العلمى اهتمام القيادة بدعم التعليم الفني، لافتًا إلى أن تطبيق نظام الجامعات والتكنولوجيا الجديد سيساعد فى تنظيم عمل المعاهد الفنية التابعة للحكومة التى تصل إلى 45 معهدا, ولفت الوزير إلى قيام الوزارة باعتماد إنشاء 8 جامعات على أن ينضم إليها المعاهد الفنية التابعة للوزارة مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل إنشاء ثلاث جامعات وهى جامعة القاهرة الجديدة وجامعة بنى سويف وجامعة قويسنا وذلك لخدمة قطاعات الصعيد والقاهرة والدلتا، وسيتم بدء الدراسة فى تلك الجامعات خلال سبتمبر2019, وأكد الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أنه من منطلق رؤية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى تحديث المناهج لتصبح معتمدة على الجدارات الفنية والمهنية بدلا من تركيزها على المحتوى المعرفى فقط، سيتم البدء فى إنشاء هيئة الجودة لاعتماد برامج التعليم الفنى، التى دعا إلى إنشائها الرئيس السيسى بحيث تتيح هذه الأكاديمية تسجيل الأبحاث المنوعة بها، وبالتالى تسهم بشكل كبير فى تطوير التعليم الفنى، وإنشاء أكاديمية لتأهيل وتدريب معلمى التعليم الفني، بعدد من الفروع فى المحافظات مشددًا على أن الرئيس وجه بإنشاء الهيئة بأعلى الإمكانات وذات جودة عالمية وفقا للدستور، مؤكدا أن الوزارة تصيغ الآن مواد مشروع القانون الخاص بالهيئة. وعن التعليم المزدوج وإمكان حدوث طفرة فى التعليم الصناعى قال الدكتور أحمد الجيوشى الأستاذ بجامعة حلوان ونائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى السابق ميزة التعليم المزدوج ان المسئولية عن تأهيل الطلاب تقع على عاتق ارباب العمل وجهات التعليم فى ذات الوقت نفسه وما دامت المسئولية مشتركة فستنتهى تماما مقولة ان المدارس لا تؤهل الطلاب لسوق العمل لان سوق العمل هى التى الذى يتحمل المسئولية مع المدرسة، ونسبة التعليم المزدوج فى ألمانيا مثلا تقترب من 65%، ورؤية مصر 2030 تخطط للوصول بها الى 50% بحلول عام 2030 (اى مليون طالب)، وهو ما يتطلب زيادة عدد الشركات والمصانع المشاركة حاليا مع الوزارة فى مدارس (مبارك كول) من 3 آلاف شركة حاليا الى 30 الف شركة، فى ألمانيا يبلغ عدد الشركات المشاركة 460 الف شركة، وهو ما يحتاج لوضع منظومة تحفيزية لشركاتنا ومصانعنا لزيادة فرص تدريب الطلاب بنظام التعليم المزدوج (مبارك كول)» وشخص الدكتور الجيوشى ارتفاع نسبة البطالة بين خريجى التعليم الفنى لتصل 35% بصفة عامة وللفتيات 60% قائلا إن أسباب البطالة اكثر من أن تحصى لكن من اهم الأسباب غياب أى معلومات عن سوق العمل واحتياجاتها كما كيفا أو توقيتا، والجهات التعليمية تعانى عدم وجود تلك البيانات، ولذلك تسمى منظومتنا التعليمية supply-driven أى اننا نخرج أشخاصا لسوق العمل وفق خطط جهات التعليم، وليس حسب احتياجات سوق العمل كما وكيفا وتوقيتا وهو ما يعرف Demand-driven، لكن ذلك لا يعنى أن الجهات التعليمية تؤدى ما عليها، وانما هى ايضا مسئولة لأسباب كثيرة عن قصور تأهيل الخريجين للمستوى المطلوب، فضلا عن انخفاض معدل نمو الاقتصاد وبالتالى العجز عن توليد فرص عمل سنوية تعادل عدد الخريجين الذى يتنامى سنويا»، لذلك لابد من انشاء منظومة متكاملة لمعلومات سوق العمل، وتابع لابد من إنشاء منظومة معلومات سوق العمل LMIS لكى نعرف ما هو المطلوب تخريجه من الطلاب كما وكيفا وتخصصات وتوقيتا للسنوات العشرين المقبلة، ويتم تحديث ذلك كل عقد من الزمن، وهو معمول به فى الدول المتقدمة لكى يتم ربط مخرجات التعليم الفنى وغيره باحتياجات حقيقية لسوق العمل، وعن النظرة السلبية لخريجى التعليم الفنى استطرد قائلاً: النظرة المجتمعية تتغير بالفعل نتيجة تقديم نماذج تميز لمدارس التعليم الفنى كنموذج المدارس الفنية للطاقة الشمسية فى اسوان والطاقة النووية فى الضبعة، واللوجستيات فى بورسعيد، والتكنولوجيا التطبيقية فى قويسنا، والمجمعات التكنولوجية فى القاهرة والفيوم وأسيوط، ونموذج مدرسة داخل مصنع فى السويدى وغيرها، ومدارس شركة المياه والشرب، وبعض مدارس الكفاية الإنتاجية بوزارة الصناعة، ومدرسة ومجمع الإنتاج الحربي، ومدارس التعليم المزدوج (مبارك - كول) ومنها مدرسة زين العابدين فى السيدة زينب، وكلها مدارس تجتذب الطلاب المتفوقين من الإعدادية، وتتغير النظرة المجتمعية ايضا عندما يجد كل خريج وظيفة عمل مناسبة بأجر متميز، وتتغير ايضا عندما نفتح مسار التعليم العالى الفنى والتكنولوجى (الجامعات التكنولوجية) امام طلاب التعليم الفنى بلا سقف، لكى لا نقتل طموحهم.