أخيراً أعلن " أحمد " نجل الرئيس مرسى، عن غلق صفحته الرسمية على فيس بوك بعد أن أثارت الكثير من الجدل بسبب آرائه التى طرحها على صفحته منذ تولى والده رئاسة البلاد. نجل الرئيس برر غلق صفحته بأن هناك " ناس بتحب تصطاد في المياه العكرة " فى محاولة منها لتشويهه على خلفية آرائه , أو بتلفيق آراء وأقوال له لم يذكرها , بعد أن كان يرى فى بداية تواصله " أنه من حقه التعبير عن رأيه، وعما يجرى حوله مثله، مثل أى مواطن مصرى ، مهما حاولت سباب القلة أن تمنعه من رأيه ومناقشته مع أصدقائه وأحبابه ". إذن أيهما هو على حق.. نجل الرئيس الذى أراد أن يكون مثله مثل باقى شباب مصر بالتعبير عن نفسه ورأيه ؟ أم هذا الشاب الذى يجب أن ينأى بنفسه عن القيل والقال بإعتباره إبن الرئيس؟ الواقع أن أحمد ليس شاباً مصرياً فقط, لكنه نجل الرئيس, الذى جاء إلى حُكم مصر فى ظروف إستثنائية بعد قيام ثورة كان من أهم عناصر إشتعالها هو تلك السياسات التى أخذت تكرس التوريث وسياسات وأفعال جمال مبارك التى حولت مصر إلى "تكية" له ولأنصاره رغم نفى الرئيس المخلوع ذلك, لكن كل الشواهد والترتيبات بل والتعديلات الدستورية كانت تؤكد أن الأب يعد الوريث لخلافته هذه التجربة المريرة جعلت المصريين يتحسبون كثيراً من تكرارها مرة أخرى وبسرعة, خاصة أن أحمد نجل الرئيس قد هوى طوال الأيام التى تلت تولى والده الرئاسة إثارة الكثير من الجدل على صفحته على الفيسبوك, وتغريداته على تويتر, فهو صاحب الهجوم على منظمة «معهد المعبد» اليهودية الإسرائيلية، التى بثت إعلانًا مسيئًا للرئيس. وقال فيها: "مضى زمن التبعية وليس لكم إلا الحذاء، يا أبناء القردة والخنازير" وهو صاحب تأييد رأى الشيخ وجدى غنيم فى رفضه قرار الرئيس مرسى بإلغاء الحبس الاحتياطي للصحفيين .. وقبلها كانت هناك تدوينة على تويتر نسبت لنجل الرئيس مضمونها "كل اللي نازل يوم 24– 8 يترك رسالة وداع لأهله، لأنه لن يعود للبيت مرة تانية، لأننا حنعمل معاه الواجب الصح" وهى التدوينة التى نفاها. إذن كل ما قاله نجل الرئيس أو نسب إليه ليس بعيداً عن صُلب السياسة وآراءه فيها والحُكم عليها, بل ومحاولة المشاركة فيها, فصفحته لم تعد - سواء قبلنا أو رفضنا - ككل صفحات المواطنين أمثالنا الذين يتحدثون ليل نهار, وهم ربما لا يتركون أثراً أو إنتشاراً واسعاً, أما "أحمد" فهو نجل الرئيس الذى تتناقل كلماته كل المواقع الإخبارية والصحف بعض القنوات التى تتعامل مع خواطره وكأنها من خواطر الرئيس نفسه, أو أنها آراءه التى يريد من وراءها جس نبض ردود الأفعال حولها. وبعيداً عن صحة هذا من عدمه, ورغم أن هذا النشر يأتى على خلفية خطأ مهنى تحاسب عليها وسائل النشر نفسها بالتركيز عليها, فإن هذا النشر ربما يعتليه أيضاً مقصد التحريض على الرئيس نفسه, فيبدو وكأنه هذا الرئيس الذى جاء ليترك المجال لولده منذ يومه الأول فى الحُكم ليدلو بدلوه فى أعمال السياسة وهو نفس السلوك الذى مارسه جمال مبارك ولكن بعد أكثر من عشرين عاماً من حُكم الوالد وليس من اليوم الأول له .. ! لاشك أننا نمر بمرحلة لا تتحمل الكثير من اللغو والجدل والأخذ والرد حول أبناء الرئيس الذى لم يبدأ هو نفسه حُكمه بعد ..! لذا فقد جاء القرار بغلق أحمد مرسى صفحته على الفيس بوك فى رأيى قراراً صائباً سواء كان هذا قراره بنفسه أو بطلب من الرئيس أو مستشاريه, وهو قرار يجب أن يتبعه غيره ببعد أبناء الرئيس عن الحياة العامة, وأن يبقوا شباباً مصريين بعيدين عن تلك الأضواء التى تأخذ العقول, فالبلد يكفيها ما فيها الآن, والرئيس لا يحتاج فى تصورى لإثارة جدل ولغط بسبب تغريدات لنجله, وهو فى رأيى يعى أيضاً أن التجربة المريرة فى هذا الشأن ليست بالبعيدة, وتجنبها هو عين العقل والرجاحة !! المزيد من مقالات حسين الزناتى