ربما هذه أغرب جريمة قتل تلك التى يرويها المستشار بهاء المرى، وإن كانت أغلب الحكايات التى يرويها فى كتابه «يوميات قاض.. الواقع ساردا» غريبة بالفعل فعندما سأل القاضى المتهم لماذا قتلت جارك قال: لأنه سمعنى أتكلم مع الله.. وروى ذلك للناس وكانوا يضحكون على. ويسأل القاضى وهل كلمت الله؟ طبعا كنت أطلع للسطح ليسمعنى وكلمته. وفيم تحدثت مع الله. قلت له سامحنى لمعاشرتى أمى وأختى حكيت له كل ما حدث، وقل له أن ذلك كان غصبا عنى. ويصمت المتهم فجأة ويقول: كان جارى يتنصت على كل ليلة.. وقال للناس كل ما قلته لربنا، فلماذا يقول للناس كل ما قلته لربنا، لماذا يقول للناس ما قلته لله. ثم أغمض المتهم عينيه وراح فى نوبة بكاء. تلك هى إحدى الحكايات المثيرة التى يرويها المستشار بهاء المرى من واقع القضايا التى عاشها بعينيه وعقله بحكم عمله فى السلك القضائى. ثم راح يصوغها بأسلوب مكثف سلس من خلال كتابه الذى يعد إضافة جديدة لهذا اللون من الكتابة الذى طرقه من قبل توفيق الحكيم فى يوميا نائب فى الأرياف. خلال الكتاب يحكى المستشار المرى عن العديد من القصص الغريبة فى حياتنا مثل الزوج الذى اتفق مع زوجته على خيانته من أجل إنجاب الأطفال. أو الأم التى منعت ابنها من الزواج لشدة حبها له. أو قصة الزوج الذي وقف على الباب يحرس صديقه وهو يراود زوجته عن نفسها بعد أن أتفقا على تبادل الزوجات.. أو ذلك الشاب المستهتر الذى يطلب من والد عشيقته أن تستمر علاقتهما الآثمة دون زواج والا سيفضح كل الأسرة بما سجله للابنة من أشياء مخزية. قصص غريبة تنتهى غالبا بجرائم قتل. ودون إطالة أو ذكر حيثيات المحكمة يقتنص لنا المستشار المرى ببراعة القصة ويحكيها بطريقة مثيرة تجعلنا نندهش من أن مثل هذه الجرائم تحدث فى مجتمعنا.