في مواجهة أزمة جديدة وشيكة في الامدادات العالمية من الحبوب الغذائية بسبب أسوأ موجة جفاف منذ نصف قرن ضربت ولايات الغرب الوسط الأمريكية, ومناطق منتجة في أمريكا الجنوبية والبحر الأسود. تبحث مجموعة العشرين عقد اجتماعا طارئا في سبتمبر أو أكتوبر المقبل لتنسيق المواقف وتجنب السياسات السلبية التي فاقمت نقصا محدودا في المحاصيل عام 2008 وحولته إلي أسوأ موجة ارتفاع في الأسعار منذ 30 عاما, وتسببت في شغب واضطرابات اجتماعية في ثلاثين دولة فقيرة. المشاورات اكتسبت زخمها من تحذير منظمة الزراعة والأغذية العالمية الفاو من ارتفاع المؤشر العام لأسعار الغذاء بنسبة 6% في يوليو الماضي والأقماح بنسبة 23%, وإعلان الولاياتالمتحدة التي تمد الأسواق العالمية بنصف احتياجاتها من القمح والذرة أن مزارعيها تخلوا عن حصد محاصيل ضعيفة في مناطق تقارب مساحتها بلجيكا ولوكسمبروج معا. الأزمة لم تبلغ بعد ذروتها في 2008 بسبب استقرار إنتاج الأرز في آسيا والمحاصيل البديلة في أفريقيا, ولكن مكمن الخطورة هو أن تكرار الأزمات حال دون توفير تراكم مخزوني يمكن اللجؤ إليه. قد يقال أن العالم بات أكثر استعدادا لمواجهة الأزمات خاصة بعد تفعيل نظام قاعدة بيانات الأسواق الزراعية ومنتدي الرد السريع اللذين تشكلا بعد قمة العشرين في كان الفرنسية العام الماضي واللذين ستجري المشاورات في إطارهما, ولكن الحقيقة أن المجموعة لا تملك أدوات لفرض إرادتها لوقف استخدام الحبوب الغذائية لإنتاج الوقود الحيوي في أمريكا وأوروبا, أو منع المضاربات علي الصفقات الآجلة, أو الحيلولة دون فرض قيود علي التصدير. فهي لا تملك سوي نفوذا معنويا وهي وسيلة أقل تأثيرا مقارنة بالحسابات الانتخابية للرئيس أوباما أو النزعة القومية للرئيس الروسي بوتين فضلا عن انقسام مصالح دول المجموعة ذاتها بين منتجين ومستهلكين. المسألة إذن تحتاج منا التأهب لمواجهة الأسوأ. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني