حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أن العالم يواجه أزمة غذائية شبيهة بأزمة عامي 2007 و2008 إذا فرضت الدول قيودا علي صادرات زراعية، وأشارت المنظمة إلي أن أسعار المواد الغذائية زادت في يوليو الماضي بنسبة 6% بعد انخفاضها خلال ثلاثة أشهر، ويعزي ارتفاع الشهر الماضي أساسا لصعود سعر الحبوب والسكر حسب بيانات الفاو، وأشار عبد الرضا عباسيان كبير الاقتصاديين ومحلل الحبوب في الفاو الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع، وبالتأكيد لن يكون موسما تنخفض فيه الأسعار عن مستوي العام السابق، غير أنه نبه لاختلاف الوضع الآن بما كان عليه الوضع إبان الأزمة الغذائية العالمية، حيث كانت أسعار النفط آنذاك في مستويات قياسية فضلا عن ارتفاع تكاليف الزراعة.وكانت جملة من العوامل قد أدت لارتفاع شديد لأسعار المواد الغذائية، وبالتالي انفجار أزمة غذائية عالمية قبل سنوات، وأبرز هذه العوامل ارتفاع أسعار النفط، والاستعمال المتزايد للإيثانول، وسوء الظروف المناخية، وتشديد سياسات التصدير، وارتفاع العقود الآجلة للحبوب.بيانات الفاو الشهرية تشير إلي أن أسعار الحبوب زادت ب17% في يونيو الماضي والزيوت والدهون ب2% واللحوم بنسبة 1.7% والسكر ب12%. وتأثرت أسواق الحبوب بما أشيع حول إنتاج منطقة البحر الأسود لا سيما روسيا التي قد تفرض حظرا علي صادرات الحبوب جراء تضرر محاصيلها من موجة جفاف، حيث زادت أسعار الحبوب ب19% في الشهر الماضي عقب توقعات بتقلص الإنتاج الروسي. وقد طالت موجة الحرارة في الموسم الجاري مناطق واسعة بأمريكا تصل إلي أكثر من 60% من الولايات، وأدت لتقلص كبير لمحصول الذرة، ما زاد سعرها عالميا ب23% في يوليو الماضي. وأدت الظروف المناخية غير المناسبة في البرازيل والهند وأستراليا إلي ارتفاع أسعار السكر حسب منظمة الفاو، حيث بلغت نسبة الارتفاع 12% في يونيو الماضي.