خوسي موخيا, رئيس أوروجواي الاشتراكي هو أفقر حكام العالم, هكذا صنفته المجلة الأمريكية فوربس التي عادة ما تتصدر صفحاتها لائحة أغني الملوك والرؤساء. وتطلق عليه الصحافة المحلية رئيس الفقراء والحاكم الأقرب من مشاعر الناس بسبب تواضعه المطلق, إذ رغم رئاسته للبلاد فهو يقيم في منزله المتواضع ويحصل علي راتب شهري قدره12 ألفا و500 دولار أمريكي ولكنه يقدم للأعمال الخيرية والاجتماعية90% من هذا الراتب لدعم مشاريع السكن للفقراء في بلاده ويحتفظ فقط ب1250 دولارا شهريا وليس له حساب بنكي أو أي ممتلكات اخري سوي سيارة متواضعة لا تتعدي قيمتها ألفي دولار. ويؤكد موخيكا أن ال1250 دولارا تكفيه لأن أغلبية مواطني أوروجواي يعيشون بمرتب أقل من ذلك. وقد قرر رئيس أوروجواي تخصيص بعض أجنحة القصر الرئاسي لاحتضان المشردين الذين سوف لن يجدوا مأوي خلال فصل الشتاء. وعرض موخيا علي المصالح الاجتماعية استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم كاسا سواريث إي رييس في العاصمة مونتفديو في توفير المأوي للمشردين في حالة عدم اكتفاء مراكز المأوي الموجودة في العاصمة. وجاء قراره بعدما اطلع علي جميع مراكز الإيواء ونسبة المشردين وتبين له أن بعض المشردين سيبقون دون مأوي. وقد سبق له في شهر مايو الماضي أن احتضن في قصره امرأة وأبناءها المشردين في انتظار أن وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوي. ويري مراقبون عرب مقيمون في امريكا اللاتينية ان حكم موخيكا في أوروجواي يذكرهم بحكم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين الذي اشتهر بعدله وتضامنه الإنساني المطلق مع الشعب واشتهر بالتقشف والزهد والاهتمام بالفقراء. فهم يعتبرون أن مافعله موخيكا في بلاده وهو شيوعي ماركسي لم يفعله كثير من الزعماء العرب الذين يتشدقون بالدين ولم يطبقوا أحكامه. ومنذ وصول اليسار إلي الحكم وتولي خوسي موخيكا رئاسة البلاد عام2010, تخلي زعيم أوروجواي عن القصر الرئاسي الفخم الذي تم بناؤه علي الطراز الأوروبي مطلع القرن العشرين وخصص معظم أجنحته للفقراء والمشردين, وما تبقي من القصر هو جناح يستقبل فيه خوسيه الوفود الرسمية قبل أن يغادر كل يوم بسيارته الصغيرة التي يقودها بنفسه عبر العاصمة إلي منزله. حياة خوسيه الطويلة والجديرة بالمعرفة تمثل ثمرة الكفاح من أجل وطن أجمل ففي الستينيات كان موخيا من أعضاء الحركات المسلحة توباماروس التي ناهضت الدكتاتورية, وحين تولي العسكر الحكم في السبعينيات تم اعتقاله13 سنة, خرج بعدها من السجن وتحيز للفقراء وشارك في الحياة السياسية حتي أصبح وزيرا ثم نائبا حتي وصل للرئاسة. اعترف موخيا بمسئولية البلاد في ارتكاب جرائم حقوق الإنسان في الماضي كما تبني سياسة متشددة ضد الفساد وأعطي بعدا حقيقيا للأعمال الاجتماعية في بلاده. وبفضل الديموقراطية والسياسة الحكيمة للرئيس موخيا انتعش الاقتصاد في البلاد وتعززت ثقة المواطنين والمستثمرين بدولة عادلة ذات حكم رشيد. [email protected]