[«موجيكا» أفقر رئيس فى العالم لدولة «النهر والطيور الملونة»] خوسيه موجيكا كتبت - فكرية أحمد: منذ 1 ساعة 18 دقيقة فى الوقت الذى يضج فيه العالم بأرقام الحسابات البنكية والرواتب الخيالية التى يتقاضها رؤساء الدول، ناهيك عن قضايا الفساد التى تتكشف مع سقوطهم من عروش الحكم ، خاصة الرؤساء فى دولنا العربية والافريقية. تلك التى تئن شعوبها تحت وطأة الجوع والفقر والتخلف يأتى الرئيس "خوسيه موجيكا" رئيس «أوروغواي» بأمريكا الجنوبية ليضرب لنا مثلا فى النزاهة والتقشف، والنزول الى مستوى الشعب للشعور بهم وباحتياجاتهم، وهو ما تناقلته مؤخرا وسائل الاعلام في أمريكا الجنوبية، التى قالت ان «موجيكا» يتنازل منذ توليه رئاسة البلاد عن 90 % من راتبه للفقراء من شعبه ، وانه قرر ان يفتح قصره أمام المشردين ليحوله الى ملجأ لاستضافتهم واطعامهم وتلبية كافة احتياجاتهم مع حلول فصل الشتاء الذى سيبدأ هناك الشهر الجارى، حيث يكون الشتاء بارداً جداً. و«أوروغواي» او كما تعنى باللغة الاسبانية دولة «النهر حيث تعيش الطيور الملونة» تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من أمريكا الجنوبية، يقطنها نحو 3.5 مليون شخص، منهم 1.4 مليون يعيشون في العاصمة «مونتيفيديو» ومنطقتها الحضرية، حصلت أوروغواي على استقلالها في 1811-1828 بعد صراع ثلاثي بين إسبانيا والأرجنتين والبرازيل، وهى دولة ديمقراطية دستورية حيث يؤدي الرئيس مهام رئيس الدولة ورئيس الحكومة، ومنذ تولى «موجيكا» الحكم قبل اقل من عام ، وهو يعمل على رعاية المصالح الاجتماعية ، باستعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم «كاسا سواريث» في العاصمة لتوفير المأوى للمشردين، وجاء قراره بعدما اطلع على جميع مراكز الإيواء ونسبة المشردين، وتبين له أن بعض المشردين سيبقون دون مأوى. ووفقا لما نشرته المجلة الأمريكية «فوربس» فى تقرير لها حول أغنى ملوك ورؤساء العالم، فقد اكدت المجلة ان «موجيكا» يتصدر لائحة أفقر رؤساء العالم، فراتبه الشهري 12500 دولار أمريكي، ولكنه يقدم90% منه الى الاعمال الخيرية لمساعدة الفقراء ويحتفظ فقط ب 1250 دولاراً شهريا، ويملك منزلا متواضعا للغاية وسيارة «فولكسفاجن» لا تتعدى قيمتها 2000 دولار، ويؤكد «موجيكا» فى تصريحاته ان 1250 دولاراً تكفيه للعيش، لأن أغلبية مواطني الأوروغواي يعيشون بمرتب أقل، ولا يحاول بهذه السياسة كسب الشعب ليقف بجانبه فى فترة ولاية ثانية، ولكنها يقدم على ذلك انطلاقا من ايمانه السابق بحركات اليسار التى تعتمد على العدالة الاجتماعية، لذا يمد يده للشعب فى هدوء تام بعيدا عن كاميرات الاعلام، حتى وصف بأنه الرئيس العملي الأكثر قربا من شعبه في العالم، وتلقبه الصحافة 'أفقر رئيس في العالم ورئيس الفقراء بسبب تواضعه المطلق واصراره على التخلى عن قصر الرئاسة الفاخر معظم الوقت واقامته فى منزله المتواضع، متبعا فى ذلك نهج سلفه اليسارى «تاباري باسكس» لتطبيق مزيد من التقشف على نفقات القصر. «الأوروغواي» تعد الآن واحدة من أكثر بلدان أمريكا الجنوبية نموًا من الناحية الاقتصادية، مقارنة بالدول الاخرى المحيطة بها، ورغم ذلك يبذل الرئيس الجديد «موجيكا» كل جهوده لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو لكل الشعب ، متناسيا ذاته، غير مهتم بتضخيم ثروته، رغم علمه انه شعبه قد يختار غيره بعد سنوات قليلة، لكن كل ما يريده هو الرفاهية لشعبه وان يذكره هذا الشعب إذا ما رحل بالخير والعرفان، وألا يخرجون يوما فى الشوارع للمطالبة برحيله لأنه «فاسد» أو تسبب فى «خراب» البلد.