* رسالتى للإعلام المصرى والسودانى أن ينشروا الخير والسلام والاستقرار ويكونوا منبرا لتحسين العلاقات * الدولة المصرية كانت مهددة منذ ثلاث سنوات بالدخول فى حالة إفلاس * تأسيس 14 مدينة جديدة لتدخل فى إطار الجيل الجديد من المدن * الشعب السودانى لن يرى من مصر إلا كل ما هو طيب
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن زيارته للسودان لها دلالة كبيرة، لأنها تعد الأولي خارجيا في بداية الفترة الرئاسية الثانية، مضيفا أن السبب الثاني هو التأكيد علي متانة وقوة العلاقات مع الجانب السوداني. جاءت تصريحات الرئيس خلال اجتماعه بقادة الفكر والرأي في المجتمع السوداني والذي ضم معارضين وسياسيين من كل الاتجاهات. وأكد الرئيس السيسي أن مصر لديها مبادئ ثابتة وهي عدم التدخل في شئون الآخرين أو التآمر عليهم، مشيرا إلي أن تجربة السنوات الماضية والظروف التي مرت بها مصر تؤكد أن الصراع بين الدول لا يتم بشكل مباشر ولكن من خلال تفكيك الدول من الداخل لأنه إجراء صعب وهي إجراءات ترفضها مصر ولن تستخدمها لتحقيق أي مصلحة من مصالحها لأن «لدينا ثقة في الله». الرئيس السيسى خلال حديثه أمام قادة الفكر والرأى فى المجتمع السودانى وقال الرئيس : «يد الله مع من لا يسعي لتخريب وتدمير الدول وجئنا لنؤكد علي العلاقات القوية والشراكة الإستراتيجية بين الدولتين». وأشار الرئيس إلي أن ظروف الدولتين متشابهة والأوضاع متشابهة سواء في نفس التحديات أو المشكلات وكلا الدولتان لديهما الفرصة إذا صدقت النوايا لتحقيق الكثير للشعبين. ووجه الرئيس رسالة للإعلام في مصر والسودان بأن ينشروا الخير والسلام والاستقرار وأن يكونوا منبرا لتحسين العلاقات ، موضحا أن بعض المقالات التي يقرؤها في الصحف المصرية لا يكون راضياً عنها، لأنها تحمل إساءات للأشقاء، مضيفاً:» لا تسيئوا لأحد ولا تكونوا جزءاً من القدح والإساءة». وناشد الرئيس السيسي الإعلاميين بأن يسعوا لمزيد من العلاقات القوية بين البلدين. وأكد الرئيس أن هناك فرصاً حقيقية بين البلدين ، مشيرا إلي أن ربط السكك الحديدية بين البلدين ومشروع الربط الكهربائي سيعزز العلاقات بين الدولتين بشكل وثيق. وأضاف أن هناك الكثير من العمل والمصالح المشتركة والمصير المشترك بين البلدين ، مشيرا إلي أن السودان كانت علي مر التاريخ داعمة لمصر، وما نقوم به ليس بجديد علي العلاقات بين البلدين. وقال إن مصر منفتحة علي تطوير العلاقات مع السودان إلي المستوي الذي يستحقه وعلي مستوي التحديات الداخلية في البلدين. وأشار إلي أن مصر بدأت مسار إصلاح اقتصادي في منتهي القسوة ونجح نتيجة تحمل الشعب المصري سواء لأسعار السلع التي تضاعفت خاصة بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار. وقال إن المصريين تفهموا أهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادي لتجاوز عقبات ظلت مستمرة سنوات طويلة، مشيرا إلي أن الدولة المصرية كانت مهددة منذ ثلاث سنوات بالدخول في حالة إفلاس . وأضاف قائلا : «لابد أن تتحرك الكثير من الدول في هذا المسار ولن تستطيع أي دولة تحقيق الإصلاح الاقتصادي دون شعبها وتحمله هذا الإصلاح». وأشار إلي أن مصر أطلقت عددا كبيرا من المشروعات القومية سواء في مجالات الطاقة والغاز وضاعفت قدرتها من إنتاج الطاقة والغاز، مشيرا إلي أنه سيتم افتتاح أكبر 3 محطات كهرباء وطاقة متجددة في الخمسين عاما الماضية الثلاثاء المقبل. وأوضح أنه تم تأسيس 14 مدينة جديدة لتدخل في إطار الجيل الجديد من المدن. وأكد الرئيس أن مصر يدها ممدودة دائما للأشقاء السودانيين وتستطيع الدولتان فعل الكثير، مشيرا إلي أنه من الطبيعي وجود خلافات ووضعها أمامنا كعائق دائما لن تجعلنا نتحرك خطوة للأمام. وأضاف أنه يمكن تجاوز أي أزمة أو مشكلة بوعي المثقفين ويجب أن تكون الأعين علي الهدف الأسمي وهو استمرار العلاقة الإستراتيجية بين البلدين. وشدد الرئيس علي أن الشعب السوداني لن يري من مصر إلا كل ما هو طيب، قائلا : «سيحاسبنا الله علي كل عمل ومصر يدها ممدودة للأشقاء في السودان». وأشار الرئيس إلي أن مصر تستورد لحوما ب30 مليار دولار من دولة علي بعد آلاف الكيلومترات لديها فقط 5 ملايين مواطن في الوقت الذي تعد فيه السودان من الدول الغنية باللحوم، مضيفا «استورد لحوماً من دولة علي بعد آلاف الكيلومترات وأخويا جنبي». وأشار إلي أن السودان لديها آفاق ضخمة تطمئن الشعب السوداني علي الغد ويجب أن تتحرك مصر والسودان معا. وقال : «نستطيع بفضل الله أن نغني بعضنا البعض ونعين بعضنا البعض وتحقيق آمال شعبينا اللذين ينتظران منا الكثير». واختتم الرئيس كلمته بأنه اتفق مع الرئيس عمر البشير علي لجنة مشتركة تتحرك في ملفات محددة تتناول كل المسائل وتضع خارطة طريق واضحة بأهداف محددة ، كما سيكون هناك لجنة عليا مشتركة في شهر أكتوبر المقبل.