لا تحزن، فهناك الآلاف يشاركونك الحزن نفسه، يتمتمون بكلمات كلما مروا أو رأوا هذا المشهد، يتحسرون على زمن جميل مضى. لا تحزن، فالقطار الذى أوجد مدينة اختفى من على وجه الأرض. لا تحزن، فصورتك وإنجازاتك باقية فى قلوب وعشاق مدينتك.. سكانا وزائرين. لا تحزن، فمدينة مصر الجديدة لم تعد تلك المدينة التى نعرفها، معالم تبدلت وأخرى اختفت. لا تحزن، فلم يدر بخلدك أنت والكسندر مارسيل وإرنست جسبار وأنتم تبنون هذه المدينة أنها قد تفقد يوما أهم معالمها. لا تحزن، فسيظل إنجازك محفورا بالذاكرة .. بكراسيه الارستقراطية ومشيته المترنحة المميزة التى تجلب سعادة لمن يركبه. لا تحزن، فنهاية هذا المرفق بدأت قبل ذلك بزمن طويل، قبل ست وعشرين سنة، حين تخلت شركة مصر الجديدة عن إدارته لمصلحة هيئة النقل العام. لا تحزن، فالمترو ليس وحده، فحديقة الميرلاند طالتها يد التدمير من قبل، التى لولا صرخات الأهالى للحقت به. لا تحزن، فلربما يقرر المسئولون تنفيذ قطار كهربائى حديث على نفس مساراته القديمة فيعيد للمدينة رونقها من جديد.