لا يستطيع أحد أن ينكر أن موسم عيد الفطر السينمائى لهذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، من حيث نوعية الأفلام المعروضة والتغيير الذى حدث فى خريطة النجوم بناء على الأرقام والإيرادات التى حققها أبطال هذه الأعمال فى شباك التذاكر، حيث ارتفعت أسهم النجم أمير كرارة والذى تصدر الإيرادات، بفيلمه «حرب كرموز»، وحافظ النجم الشاب محمد عادل إمام على تواجده فى توليفة كوميديا _ الأكشن، التى يقدمها من خلال فيلمه « ليلة هنا وسرور»، ويحتل إمام المركز الثانى فى الإيرادات، محققا إيرادات تتخطى ال 24 مليون ........................................... وحافظ الثنائى ماجد هشام و شيكو على مكانهما، من خلال كوميديا مكتوبة بحرفية عالية وتعتمد على المواقف والمفارقات الكوميدية أكثر منها «الإفيه أو الاستظراف» فى حين تراجعت أسهم النجمة ياسمين عبد العزيز على غير المتوقع، خصوصا وأن ياسمين كانت هى النجمة الوحيدة القادرة على منافسة النجوم الرجال فى شباك التذاكر، طوال تجاربها السابقة مثل «الثلاثة يشتغلونها والدادة دودى» وغيرها ولكن يبدو أن تكرارها لنفس التيمة من خلال تواجدها مع مجموعة من الأطفال، خلق حالة من التشبع، عند جمهورها والذى بات يرى الأمر نمطيا، ولذلك لم تتجاوز إيرادات فيلمها «الأبلة طم طم « 8 ملايين جنيه مصرى، كما جاءت عودة المخرج خالد يوسف إلى الإخراج مخيبة للآمال، كثير من الأفكار والمباشرة ، وكأن الفيلم منشور سياسى فى حين أن السينما هى لغة الصورة، وفن الاختزال وترك مساحة لخيال المشاهد، إلا أن الفيلم فى أجزاء منه يقترب من الخطبة، إلا أنه يحمل صورة سينمائية غنية ومتميزة لمدير التصوير والمخرج رءوف عبد العزيز، وأداء لافت للانتباه متميز للنجم عمرو سعد فى دور وطنى،والنجمة زينة فى دور زوجته مدينة، وحضور متميز أيضا للنجمة دلال عبد العزيز فى دور نرجس والدة وطنى وتذيل الفيلم قائمة الإيرادات حيث يقترب من ال 5 مليون جنيه مصرى . وحسبما قال الناقد طارق الشناوى «خالد يوسف من خلال فيلم (كارما) قدم لغة سينمائية بعيدة عن فهم الجمهور وهى التلقين السياسى، فالفكرة جديدة ولكنه قدمها بصخب، وأجزاء كبيرة من الفيلم افتقدت عنصر المتعة، وأتمنى أن يستوعب خالد الدرس، وأظن أنه سيقدم فيلماً آخر بعد احتلاله المركز الخامس وابتعاده عن الجمهور، ومن الممكن أن يغير جلده مستقبلاً.» أمير كرارة .. بطل شعبي يبدو أن مقولة «التليفزيون يحرق الممثل سينمائيا» قد عفا عليها الزمن، وأصبح العكس صحيحا بنسبة كبيرة، ونستطيع أن نقيس على ذلك انطلاقا من تجربة النجم أمير كرارة، والذى ساعده نجاحه فى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسله كلبش بجزأيه، فى تكوين شعبية وجماهيرية عريضة، ورغم أن فيلم «حرب كرموز»، طرح بالسينمات بعد انتهاء مسلسل كرارة فى رمضان مباشرة، ومن المنطقى أن تكون هناك حالة تشبع خصوصا وأن التركيبة الدرامية التى يقدمها كرارة فى الفيلم تتشابه مع مسلسله كلبش، ولكن «حرب كرموز»، تصدر الإيرادات محققا ما يقترب من ال 36 مليون جنيه مصرى، ليس ذلك فقط بل أن نجاحه أكد تصدر كرارة المشهد كنجم شعبى. ورغم بعض التحفظات النقدية فى فيلم «حرب كرموز»، والتى تتعلق برسم الشخصيات، وأحادية معظمها، أو الأخطاء المتعلقة بتفاصيل العمل، وتحديدا فى الأزياء أو الاكسسورات، وأيضا الحوار الذى لا يتناسب فى معظم مشاهد الفيلم مع الفترة الزمنية للأحداث، والدراما المتوقعة والنمطية فى مشاهد والتى يقترب بعضها من «الإكليشيه»، إلا أن المخرج بيتر ميمى وهو أيضا مؤلف الفيلم نجح إلى حد كبير فى صناعة فيلم جماهيرى، يحمل قدرا من المتعة، من خلال صورة سينمائية جيدة، وإيقاع سريع ومشاهد أكشن، فى ظل وجود النجم الإنجليزى سكوت آدكنز المشهور ب»بويكا» ومقومات الجذب لشريحة الشباب والذين يشكلون النسبة الغالبة من مرتادى دور العرض.. على تنوعهم واختلافهم حيث تمكن الفيلم من النجاح بشكل متساو فى سينمات وسط البلد، وشاشات المولات. تبدأ أحداث الفيلم بلقطات سريعة، منضبطة الإضاءة والتصوير والمونتاج لفتاة شابة على أحد المراسى فى منطقة كرموز فى الإسكندرية، يقترب منها اثنان من الضباط الانجليز، اللذان يقومان باغتصابها، ومع صوت صراخها واستغاثتها المتكررة، ينجح فى اللحاق بهما ثلاثة شباب مصريين، يموت أحد الضباط الإنجليز والشاب المصرى على يذهب ضحية شهامته، وهو ما يجعل الثأر مضاعفا عند صديقيه، بسبب اغتصاب الفتاة ومقتل صديقهما، ويقبضان على الضابط المغتصب. من هنا يبدأ الصراع، فالضابط الإنجليزى قريب للجنرال قائد المنطقة، وبالتالى يسعى الجنرال لإطلاق سراحه، بينما يقرر البكباشى يوسف المصرى (أمير كرارة) القائم على قسم كرموز عدم إطلاق سراحه، بل تقديمه للقضاء المصرى لتتم محاكمته . وننتقل لمشاهد تقديم الضابط يوسف المصرى، الشجاع والذى لا يهاب أحدا ويعيش مع شقيقتيه ( روجينا وإيمان العاصى) - واللتين لم يتم الاستفادة منهما دراميا بأى حال من الأحوال، نشاهد يوسف وكيف يتعامل مع شقيقته، وعلاقته بزملائه فى العمل، وحرص مؤلف ومخرج العمل بيتر ميمى على أن يأخذ شخصية يوسف المصرى إلى التركيبة الأقرب لأبطال الحكايات الشعبية، فهو شخص واضح محدد، لا نرى نقاط ضعف لا يحركه سوى الواجب الوطنى والأخلاق _( راجع مشاهده مع غادة عبد الرازق وحواره مع الجنرال الانجليزى قائد المنطقة، وإصراره على عدم تسليم الضابط الانجليزى، والمتهمين المصريين)- حتى لو تحول الأمر إلى حرب غير متكافئة. هذه الفكرة ثرية دراميا، كان من الممكن أن تتحول إلى فيلم شديد الجودة فى ظل توافرالامكانات والنجوم مع تنوعهم واختلاف الأجيال المشاركة، إضافة إلى تميز الصورة والموسيقى والديكور والملابس والمونتاج، وأداء جيد من الممثلين، مع تميز وحضور طاغ وآسر للنجم محمود حميدة، وغادة عبد الرازق، فى دور فتاة الليل وهو الدور الذى قدمته بذكاء وخفة . وتميز أيضا محمود حجازى، ومصطفى خاطر فى دور «عصفورة»، حتى ضيوف الشرف مثل فتحى عبد الوهاب وأحمد السقا كانا فى مكانيهما تمامًا، ولكن أخطاء السيناريو والمبالغات فى بعض المشاهد وتوقع الخطوط الدرامية وتطور بعض الشخصيات أخذا من الفيلم، إلا أنه ورغم نقاط الضعف يظل حرب كرموز فيلما مصريا جيد الصنع كما استطاع الفيلم أن يُخرج بطلاً قوياً مثل الفنان أمير كرارة، حيث أدى مشاهد مهمة لم يقدمها من قبل. «قلب أمه»..كوميديا بعيدة عن الاستظراف ورغم احتلال الفيلم المصرى «قلب أمه» المركز الثالث فى سباق الإيرادات بموسم عيد الفطر السينمائى، محققا إيرادات تتخطى ال 10 ملايين جنيه مصرى، إلا أن الفيلم يحمل روحا جديدة حيث استطاع كاتب السيناريو محمد محمدى تقديم سيناريو كوميدى مبنى على الموقف والمفارقات التى تصنع الكوميديا بعيدا عن الافيهات المستهلكة، والبعيدة كل البعد عن الاستظراف، والاستسهال المرتبط دائما بالكتابة الكوميدية فى الفترة الأخيرة، إضافة إلى التميز فى رسم الشخصيات، وساعدهما فى تنفيذ هذا النص المخرج عمر وصلاح فى أول تجربة له، عمرو الذى عمل مونتيرا لفترة فى أفلام متنوعة ما بين الكوميديا مثل «الحاسة السابعة» مع أحمد مكى، أو الدراما الاجتماعية مثل «أسماء»، يعرف جيدا الفارق بين صناعة فيلم درامى وفيلم كوميدى له إيقاعه الخاص يرتبط بطبيعة المواقف الكوميدية حتى مشاهد المطاردات تم إخراجها بحس كوميدى ، الفيلم الذى تدور أحداثه0 فى إطار كوميدى حول زعيم عصابة يدعى مجدى تختوخ يدخل فى مشاجرة يُصاب على إثرها، وينقل إلى المستشفى فى حالة خطيرة حيث يحتاج إلى نقل قلب، وفى ذات الوقت تتوفى والدة الشاب «يونس»، فيلجأ الأطباء إلى نقل قلب والدته إلى تختوخ لإنقاذ حياته، فيتعامل مع «يونس» بطريقة بها حنان الأم وخوفها عليه. فيلم «قلب أمه» من إخراج عمرو صلاح، ومن بطولة شيكو وهشام ماجد وبيومى فؤاد ودلال عبد العزيز ومحمد ثروت ومحمود الليثى ونور قدرى وأحمد سلطان.