أعلنت إدارة العاصمة الجديدة عن مسابقة لاختيار أسماء الشوارع والميادين فيها بمكافأة مقدارها مليون جنيه، ولا شك أنها فكرة جيدة يمكن أن تفتح آفاقاً لأسماء مصرية تليق بهذا الانجاز الحضاري الكبير..عندي فقط رجاء من السادة المشرفين أو القائمين علي هذه المسابقة أن تكون الأسماء باللغة العربية حتي لا نفاجأ بأن أسماء الشوارع والميادين باللغة الأجنبية، سواء كانت إنجليزية أو فرنسية..لا نريد استنساخ مدينة من المدن الكبري في شرق آسيا أو دول عربية يجب أن نحافظ علي الطابع العربي للمدينة الجديدة رغم أنها تأخذ أشكالا عصرية في المباني والارتفاعات والزجاج والإضاءة إلا أن الأسماء تعتبر قضية مهمة لأن المدينة الجديدة سوف تنافس قاهرة المعز وهي من أقدم عواصم التاريخ.. إن أسماء المحال باللغة الأجنبية أصبحت الآن كارثة في كل العواصم العربية وفي القاهرة قليلاً ما تجد اسم سوبر ماركت عربي أو مدرسة أو مستشفي أو محل خرداوات أو مطعم، الجميع باللغات الأجنبية، اختفت تماما الأسماء العربية ولم يبق لدينا الآن من الأسماء العربية غير أسماء المواليد من الأطفال وأخشي أن يكون هذا هو مستقبل قاموس الأسماء الأجنبية في الأسرة العربية..هناك قضية أخري تتعلق بالأسماء وهي اختيار اسم العاصمة الجديدة وكان جاري وصديقي الكاتب الكبير صلاح منتصر قد اقترح بعض الأسماء ولم يستقر علي شىء منها وأخشي في النهاية أن يطلق عليها اسم أجنبي كأن يقال نيو كابتل.. أو نيو كايرو.. وتدخل هي أيضا في سجل الأسماء الأجنبية كما حدث في عشرات الأماكن..إن أسماء المحال والشوارع والميادين هي آخر ما بقي للغة العربية في عاصمتنا الجديدة فقد اختفت تماما من بيوتنا في مناهج التعليم وحصة المطالعة والنصوص وقصائد الشعر الجميلة واختفت من أحاديث الأبناء لأنهم لا يجيدون اللغة العربية واختفت أمام الغناء الهابط الذي يحاصرنا في وسائل الإعلام فلا تبخلوا علينا بأسماء عربية للعاصمة الجديدة وإياكم أن تلبسوها لغة أجنبية صحيح أنها تبدو بألوانها وأضوائها وأبراجها شيئاً عصريا،ً ولكن يجب أن تبقي أسماً عربياً..اللغة العربية شرف وقيمة وعراقة لكل بناء حتي ولو كان جديداً. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة