كهف وادى سنور بمحافظة بنى سويف والمصنف رقم 3 على مستوى العالم والذى يعتبر تحفة جيولوجية فريدة ونادرة الوجود من نوعها باعتراف خبراء الكهوف الدوليين وأساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية، فمنذ أن تم اكتشافه فى عام 1989 بالمصادفة أثناء العمل فى محجر الألباستر بمنطقة جبل وادى سنور والدراسات والبحوث التى أجريت حوله لا تهدأ مطالبة بتنميته وتطويره والاستفادة منه كأحد أهم روافد الاستثمار السياحى الذى يدر دخلا كبيرة إذا ما تم استغلاله على الوجه الأمثل. يقع كهف وادى سنور بصحراء مصر الشرقية على بعد 70 كيلو متراً جنوب شرق محافظة بنى سويف بمنطقة محاجر الالباستر (المرمر الأحمر) والتى تم اكتشاف بعضها واستغلالها فى عهد الفراعنة وفى عهد (محمد على) واختبأ بنفس المنطقة الرئيس الراحل أنور السادات أثناء مطاردة الإنجليز له بعد فصله من الجيش وقبل قيام ثورة يوليو وعودته للجيش مرة أخرى . ويتميز كهف وادى سنور بتكويناته الجيولوجية الفريدة من نوعها وشكله (الهلالى) النادر على مستوى العالم ويعتبر ظاهرة مثالية لقطاع (الكارست) المتكامل وتكوينات الحجر الجيرى المتبلورة والتى أضفت عليه جاذبية وجمالاً خلاباً ووضعته فى مصاف التكوينات الأرضية الطبيعية النادرة كما أنه يعتبر كهفا نموذجيا نادرا لترسيب مادة كربونات الكالسيوم فى صورها المتعددة وهو كهف طبيعى يتراوح عمره من 36 إلى 40 مليون سنة. ورغم مرور أكثر من ربع قرن على اكتشاف كهف وادى سنور وإعلانه محمية طبيعية يتوجب تنميتها وتطويرها واستغلالها سياحياً عن طريق تحويلها لمزار سياحى عالمى يستقطب وفود وبعثات السياحة العلمية الغائبة عن مصر من كل أرجاء الأرض والتى تفتقدها مصر بشدة وتهتم بها كبرى الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة فى هذا المجال على مستوى العالم، إلا أنه ومع مرور الوقت وتبدد الآمال والطموحات العريضة على صخرة الروتين والواقع الأليم فان الجهود التى بذلت لتنمية وتطوير المحمية لم تر النور حتى الآن وتحولت لمجرد حبر على ورق. وفى أكتوبر من عام 1994، قام جهاز شئون البيئة باستقدام عدد من الخبراء فى مجال الكهوف من خارج مصر ولم يحدث شىء. غير أن هناك بارقة أمل جديدة ظهرت على السطح تمثلت فى القرار الذى أصدره الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة عقب ثورة يناير والذى تضمن توجيهاته بتشكيل لجنة من الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة بالتعاون مع مركز الحد من المخاطر بجامعة القاهرة من أجل تطوير وتدعيم كهف وادى سنور والمنطقة المحيطة به وذلك بهدف إعادة فتح الكهف كمزار سياحى بيئى. ورغم أهمية القرار الذى جاء معبراً عن اتجاه الدولة لتنمية واستغلال الموارد الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتى من خلالها، إلا أن القرار لم ير النور ايضاً حتى الآن وبرغم تعاقب المحافظين على بنى سويف منذ ذلك التاريخ إلا أنه وحتى هذه اللحظات لم يتم استغلال الكهف وتنميته بالطريقة التى تحقق الفائدة من وجوده كأحد أهم روافد الاستثمار السياحى فى مصر بصفة عامة وفى بنى سويف بصفة خاصة.. حيث ان الكهف مصنف الثالث على مستوى العالم من حيث القيمة التاريخية والجيولوجية والذى من المنتظر أن يجذب الاستثمار السياحى بالمحافظة ويسهم فى دفع عجلة النمو الاقتصادى لو تم تطويره واستغلاله الاستغلال الأمثل. من جانبه أكد، المهندس شريف محمد حبيب محافظ بنى سويف بأنه يجرى حاليا التنسيق بين المحافظة والوزارات المعنية خاصة البيئة والآثار للنهوض بمنطقة محمية كهف ووادى سنور من خلال توفير كل المقومات والإمكانات والدعم اللازم لوضعها على خريطة السياحة المحلية والدولية.. مضيفاً أنه تسلم خطابا من وزير البيئة الدكتور خالد فهمى أوضح خلاله أنه يجرى حاليا عمل دراسة شاملة للوضع الحالى بالمحمية والكهف تمهيدا لإجراء أعمال الترميم اللازمة لبعض الأماكن بالكهف التى بحاجة للترميم والوسائل اللازمة لتأمين الزائرين وذلك من خلال أحد بيوت الخبرة المتخصصة فى هذا المجال، على أن يتم إرجاء أعمال تمهيد ورصف الطريق المؤدى للكهف لحين الانتهاء من أعمال الترميم.