أميمة رشوان : عن ذكر مقبرة مصر وفضائلها وذكر مقطمهايقول الدكتور علوي خليل استاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر: فمن ذلك ان الطور المقدس من, جبلها] المقطم وهو داخل فيما وقع عليه التقديس, وهوقوله عز وجل:, انك بالواد المقدس طوي]( سورة طه12) وقال كعب: كلم الله عز وجل موسي من الطور الي طوي, فجعل المقطم من المقدس. وقال سعيد بن غفير: لما هرب موسي من منف خوفا من فرعون وقومه وحصل بطوي, سجد لله شكرا, فسجدت معه كل شجرة بطوي, فكل شجرة بطوي منكسة إلي القبلة, وان موسي عليه السلام ناجي ربه بوادي المقطم, وله فيه مسجد. وقال عمرو بن العاص للمقوقس: ما بال جبلكم هذا اقرع لا نبات فيه كجبال الشام, فلو شققنا في سفحه نهرا من النيل, وغرسنا فيه نخلا؟ فقال المقوقس: وجدنا في الكتب انه كان أكثر الجبال أشجارا ونباتا وفاكهة, وكان ينزله المقطم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام, فلما كانت الليلة التي كلم الله فيها موسي أوحي إلي الجبال: أني مكلم نبيا من أنبيائي علي جبل منكم, فسمت الجبال وتشامخت, ألا جبل بيت المقدس, فانه هبط وتصاغر فأوحي الله تعالي إليه لم فعلت ذلك؟ وهو به اعلم, فقال: إعظاما وإجلالا لك يارب! فأمر الله الجبال ان يحبوه, كل حجبه مما عليه من النبات, وجاد له المقطم بكل ما عليه, حتي بقي كما تري, فأوحي الله إليه: أني معوضك علي فعلك بشجر الجنة, أو برغاس الجنة. وقيل لبعض علماء مصر: ما بال الجبال بالشام تنبت الجوز, والبلوط والصنوير, والفاكهة, وجبلكم, هذا] لا ينبت! فقال جبلنا ينبت الذهب والفضة, والزمرد, وجميع عقاقير الأدوية التي هي قوام الخلق, وشفاء الناس. وكان المقوقس أراد أن يبتاع سفح, الجبل] المقطم من عمرو بن العاص بعشرين الف دينار, فكتب عمرو إلي عمر بذلك, واخبره أنها ارض لا نبات فيها, وان المقوقس اخبرني انه وجد في الكتب أنها غراس الجنة, فكتب عمر لا اعرف غراس الجنة لغير المؤمنين, فاجعله مقبرة لهم. فأول من حفر فيه رجل اسمه عامر, فقال عمرو بن العاص عمرت, فغضب المقوقس وقال لعمرو: ما علي هذا صالحتني, فعوضه عمرو ارض الحبش, فدفن المقوقس فيه النصاري., وسال كعب الأحبار رجلا يريد السفر إلي مصر فقال له: أهد لي تربة من سفح مقطمها, فاتاه منه بجراب, فلما حضرت كعبا الوفاة أمر به ففرش في حده تحت جبنه وفعل مثل ذلك عمر بن عبد العزيز. وقد ذكرنا من دفن بها أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم المشهورين سوي من توفي منهم في عسكر عمرو بن العاص الذين فتحوا مصر ودفن في مقبرة مصر من أمرائها اثنان وسبعون, أولهم عمرو بن العاص وأخرهم كافور الاخشيدي.