كتبت:سهير طاهر محمد بن عبده خير الدين المصري, ولد عام1266 ه1845 م, وحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة, ولما بلغ عمره خمسة عشر عاما أرسله والده إلي الجامع الأحمدي. ثم ذهب إلي القاهرة منارة العلم حيث الأزهر الشريف ليتعلم أصول علوم الدين من علمائه. وفي كتاب أعلام الإسلام ورد في ذكر سيرة الإمام محمد عبده أنه كان محبا للإمام جمال الدين الأفغاني, حيث وجد عنده علما جديدا, فكان دائم البحث عن العلوم الجديدة والمتطورة في أساليبها. فكان يدرس لتلاميذه بعض الكتب في الأزهر علي طريقة أستاذه جمال الدين, لا يقف فيها علي مذهب في الأصول أو الفروع بعينه, بل يأخذ العلم بجوانبه كلها, لذلك حصل علي شهادة العالمية بنبوغه واجتهاده, ليقوم بما هيأه الله له من الدعوة الإصلاحية. واختير بعد أن نال شهادة العالمية للتدريس في مدرسة دار العلوم, ثم شارك مع أستاذه جمال الدين في جهاده, فدعا معه إلي الإصلاح وتصدي إلي الدسائس ضد الحاقدين والمغرضين, ويسعي دائما للإصلاح من أمور الحكم والدولة, كما كان ينفق كل ما لديه من أموال علي مصالح البلد. عين رئيسا لتحرير جريدة الوقائع المصرية, وهي الجريدة الرسمية للحكومة, فنهض بها, وجعل منها منبرا لإصلاح حال الدولة والشعب, كما نشر بها عدة مقالات تحث علي إصلاح التعليم في مصر. شغل منصب مفتي الديار المصرية, في ذلك الوقت قام بوضع تقرير لإصلاح المحاكم الشرعية, ثم قام بإدخال بعض الإصلاحات في الأزهر, فكان يريد تغييرا في كل أنظمة الأزهر, ولكنه وجد معارضة شديدة في التغيير الشامل, فكان عليه أن يقوم بالتغيير التدريجي, ثم اقتصر علي إدخال بعض الاصلاحات علي العلوم الحديثة في الدراسة