أستاذي.. لم يخطر ببالي أن يأتي اليوم الذي أرثيك فيه. كنت أنظر إليك دائما رمزا لقوة الإرادة والبأس الشديد. فكم تخطيت من مصاعب صحية، ومن مشاكل صحفية كنت فيها مثالا للشجاعة في الدفاع عن حقوق الصحفيين وكرامتهم، ووقفت أمام صانع القرار ضد قانون 93 لسنة 1995 رافضا حبس الصحفيين وتقييد حرياتهم. تحولت جريدة «الأهرام» في عهدك إلي مؤسسة صحفية عملاقة يصدر عنها العديد من المطبوعات. وتشهد إنجازاتك علي عقلية اقتصادية خلاقة بإضافة مبان جديدة، وتحديث المطابع وإنشاء الجامعة الكندية إلي جانب هذا الصرح العظيم لنقابة الصحفيين لخدمة جموع الصحفيين. خمسة وعشرون عاما عملت مساعدة لك في إعداد التقارير الصحفية للمطبوعات الأجنبية والعربية، تم تداول اسمك خلالها كثيرا في الترشيحات الوزارية لمنصب وزير إعلام، وحين سألتك هل تقبل هذا العرض إن جاءك كان ردك إن منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام لا يترك إلا لمنصب رئيس وزراء. نعم عملت للأهرام وصحفييه قيمة كبيرة ومصداقية عالية، فكان كبار المسئولين يخطبون ود الأهرام من أجل نشر أخبار لهم. وكنا نعتز ونشرف بانتمائنا لهذه المؤسسة العظيمة ونقول بفخر نحن أهراميون كما نفخر بأننا مصريون. كنت قامة صحفية عظيمة وقلباً انسانيا كبيرا، فما تأخرت يوما عن مد يدك بالخير لكل محتاج سواء فقيرا أو مريضا في حاجة لعلاج. ولم تبخل بمالك في زكاتك وكنت تحملنى أمانة إرسالها لأصحابها. أبكيك استاذي وأشهد الله ان ما قدمته من خير سيكون أمام الله الرحمن الرحيم غفر الله لك ورحمك برحمته الواسعة