بعد نحو عقدين من انطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط- الذي وصلت فيه إلي نفق مظلم- هل ماتت أيضا فكرة الدولتين: إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلي جنب في سلام, كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي, مع تنامي الأصوات الرافضة لها؟ لقد بدأ الخط الأخضر يختفي, وهو حدود ما قبل1967 المتفق عليها للدولة الفلسطينية, بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي الذي يقوض أي فرص للسلام, وهو ما أكده مايكل فروند مساعد نيتانياهو السابق في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية متفاخرا بنجاح مشروع الاستيطان في جعل إسرائيل الكبري حقيقة ثابتة, قائلا: إن الخط الأخضر مات ودفن.. ولم يعد له أي معني سياسي أو غيره. من المسئول؟ وعلي من يقع اللوم؟ لقد استغلت إسرائيل انشغال العرب بقضاياهم الداخلية, وانقسام الفلسطينيين علي أنفسهم في صراعات داخلية, لتمضي في مخططاتها التوسعية مع تجاهل المجتمع الدولي للقضية برمتها, وتراجع أهميتها بعد أن كانت قضية العرب الأولي. وعجز الولاياتالمتحدة الراعي الرسمي لعملية السلام, علي فرض أي ضغوط علي إسرائيل, وهو ما لم يحدث طوال فترة حكم الرئيس الأمريكي أوباما, الذي أطلق وعودا في بداية عهده لم يحقق منها شيئا, ومن غير المتوقع أي إنجازات فيما تبقي له من فترة حكمه. ويري الكاتب الأمريكي اليهودي نورمان فينكلشتاين, المعروف عنه دعمه للقضية الفلسطينية وتأييده لحل الدولتين, أن الاحتمال الوحيد لتحقيق عملية السلام هو تعبئة الشعب الفلسطيني في صراع سلمي, علي غرار الانتفاضة الأولي, حيث أثبت النجاح العملي للفلسطينيين المضربين عن الطعام بتأييد من الشعب الفلسطيني, مدي فعالية هذه الاستراتيجية. وأن كان نجاح هذا التحرك لن يتحقق, كما يقول فينكلشتاين, بدون مساندة من الرأي العام العالمي, ففي غياب هذا التأييد سوف يكون لدي إسرائيل كارت أبيض لسحق المقاومة الفلسطينية, حتي لو كانت غير عنيفة. وفي اعتقادي أنه لم يتبق لدي الفلسطينيين من وسيلة لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية إلا الأخذ بهذا الرأي! المزيد من أعمدة مها النحاس