حذر عدد من الخبراء الإسرائيليين من بينهم يعقوب بيري رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي السابق رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو من أن استمرار حكومته في بناء المستوطنات والجمود السياسي في عملية السلام قد يؤديان إلي اندلاع انتفاضة ثالثة. بسبب تراجع تأييد الفلسطينيين للرئيس أبو مازن, مما يضعف من قدرة أجهزة الأمن الفلسطينية علي كبح جماح موجات العنف المتوقعة. وأضاف بيري أن الحكومة الإسرائيلية تفتقر إلي قيادة قادرة علي التعامل مع التحديات التي تواجهها إسرائيل. جاء ذلك علي أثر إعلان نيتانياهو عزمه بناء 850 وحدة استيطانية في الضفة الغربية, فضلا عن قرارات هدم عشرات المنازل الفلسطينية, واستمرار الاعتداء علي الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم استكمالا لمخطط تهويد القدس وتفريغها من أهلها. وفي هذا الصدد, أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلي أن الحكومة الإسرائيلية تمحو الخط الأخضر الذي يفصل ما بين إسرائيل والضفة الغربية, حيث بلغ عدد اليهود الذين يعيشون اليوم في الضفة الغربية ثلاثمائة ألف, بينما كان عددهم في عام 1980 نحو اثني عشر ألفا فقط, وأن عديدا من الخرائط الإسرائيلية لا تظهر الخط الأخضر تماما. كل ذلك يجري تحت أنظار العالم ولا يحرك أحد ساكنا ولا يحاسبها أحد. ومن ثم استغلت إسرائيل انشغال الدول العربية بترتيب أوضاعها الداخلية, وعدم اكتراث دول العالم الغربي بما يجري علي الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل أوضاع اقتصادية عالمية متردية, واستمرار الفلسطينيين في تفككهم, لتطلق يديها وتفرض سيطرتها وتستولي علي أكبر قدر من الأراضي المحتلة وتلتهم يوميا قطعة قطعة, وتقيم المستوطنات لتحويلها إلي أمر واقع, منتهكة بذلك القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة, وهو ما يجعل من الحل القائم علي وجود دولتين جنبا إلي جنب مستحيلا. صحيح أن إسرائيل لديها أقوي الجيوش في المنطقة, ولكنها ليست أكثر الدول إحساسا بالأمان, وهو الأمر الذي لن يتحقق لها مادامت مستمرة في خططها الاستيطانية. المزيد من أعمدة مها النحاس