أصبح التعليم وإثارة العقول هو السبيل الوحيد أمامنا من أجل القضاء على الإرهاب والتطرف الدينى فكلاهما بات يهدد أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها، الأمر الذى يتطلب ليس فقط محو الأمية الأبجدية إنما الحاجة لوضع خطة شاملة تتضمن محو الأمية بجميع أشكالها وصورها. وهذه إحدى قصص النساء اللاتى استطعن التحرر من الأمية وواصلن تعليمهن وحصلن على شهادات عليا. تروى م.ص.ع: كنت طفلة صغيرة وتمنيت أن أذهب كبقية البنات إلى المدرسة، كنت أعيش مع أبى وأمى وأخواتى الخمسة وكنت أردد دائما «نفسى أتعلم» وفجأة سافر والدى وترك الأسرة وللأسف أمى كانت مسلوبة الإرادة أمام رغبة أفراد الأسرة بعدم تعليمى فكانت عاداتنا أن البنت مكانها البيت وخدمة أفراد الأسرة لتنتقل إلى منزل الزوج لتكمل نفس المصير دون تعليم أو خروج من المنزل، وبالفعل فات ميعاد دخولى المدرسة ولم أجد جدوى من التوسل ولكن القدر جعلنى أنتقل إلى قرية أخرى وكنت فى الثالثة عشرة، فسألت عن فصول محو الأمية والتحقت بها وتعلمت القراءة والكتابة ونجحت وحصلت على أول شهادة هى شهادة محو الأمية ثم التحقت بالصف الأول الإعدادى وكان يساعدنى أحد أفراد أسرتى ووالدتى وتفوقت ولم يشغلنا سوى الدراسة فتشبثت بتلك الفرصة ونجحت فى الحصول على الشهادة الإعدادية بمجموع يؤهلهنى للإلتحاق بالثانوية العامة ونجحت وتزوجت بعدها، وبالرغم من زواجى وإنجابى إلا أنى واصلت مشوار النجاح ثم التحقت بكلية دار العلوم وحصلت على ليسانس فى اللغة العربية والعلوم الإسلامية وحققت الحلم بأن أصبح أما وزوجة متعلمة تستطيع أن تحبب العلم لأبنائها» وأكد دكتورعصام توفيق قمر رئيس الهيئة العامة لمحو أمية وتعليم الكبار أهمية عرض النماذج المضيئة التى بزغت شمسهم لتبديد ظلام الجهل والأمية هؤلاء النماذج نفخر بهم وبكفاحهم وإصرارهم على محو أميتهم ومواصلة دراساتهم الجامعية حتى يكونوا قدوة لغيرهم.. ومن ناحية أخرى فإن تفجر المعارف وسرعة التقدم العلمى يستوجبان أن يكون هناك عمل جماعى وجهد مشترك بين الدولة بكل تنظيماتها وبين قوى المجتمع ومؤسساته من أجل الوقوف أمام هذا الخطر الداهم.. إن الأمية آفة ورثناها منذ قديم الأذل وتناسينا أن أول أمر إلهى صادر من السماء هو «اقرأ» ومن هذا المنطلق أيضا كان قول رسولنا الكريم (من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ). «صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم»