كلما تنقلت بين القنوات الفضائية منذ بدء شهر رمضان أشعر بحالة من الضيق والزهق بل "وخيبة الأمل" حيث أكتشف و بما لا يدع مجالا للشك أن الشياطين ما تزال حرة طليقة وتفعل بنا كل تصرفات الانحطاط والندالة وقلة الأصل من أجل إفساد تلك الحالة الروحانية التي يجب أن نعيشها مع نفحات رمضان . فما هذا الكم الهائل من الاعمال الدرامية التي يتفنن القائمون عليها في سرقة أعين المشاهدين وعقولهم وربما قلوبهم أيضاً.. وما هذا الانفلات في برامج المنوعات التي تستضيف نجوم المجتمع في الفن والثقافة والسياسة والرياضة وهي ظاهرة وان كانت قديمة ، الا أنها تطورت مؤخراً بشكل لافت للنظر وتحولت الى ما يشبه الفعل الفاضح، فأصبح الجميع يتحدثون في كل شئ وعن أي شئ .. والمصيبة الكبرى أن الكلام في السياسة أصبح مهنة من لا مهنة لهم ، فهاهي إحدي القنوات الفضائية تقدم لنا حفنة من الأفاقين باعتبارهم مناضلين ومحللين سياسيين من الطراز الأول ، وحينما يتحدث الواحد منهم يشعرك وكأنه الشخص الوحيد العارف ببواطن الأمور أو أنه المحرك الرئيسى للأحداث .. وهاهي قناة أخري تتفنن في خلط الأوراق فلم نر على شاشتها إلا كل ما هو ضد العقل والمنطق وطبيعة الأشياء .. وهكذا الحال من قناة الي أخري وكأنها مؤامرة تحركها خفافيش الظلام. فهل هكذا يكون الاحتفاء والاحتفال بشهر من أعظم شهور العام ، وهل هانت علينا أنفسنا الي هذا الحد فتركنا عقولنا فريسة لأصحاب الأفكار المسمومة والتوجهات التي تخالف شرع الله. أعتقد أننا أصبحنا الآن فى أمس الحاجة الي أن نتضرع الى الله بقلوبنا ونحن نري هؤلاء الدجالين يتعمدون إرهابنا بأفكارهم التي هى فى حقيقة الأمر ليست خالصة لوجه الله ، حتى لا نفاجأ في يوم من الأيام بأننا لم نعد قادرين علي التمييز بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب .. وقتها سيصبح بالفعل " الشيطان يعظ" !!