لأول مرة منذ انضمامها لعضوية الاتحاد الاوروبى تتولى أستونيا رئاسة الدورة الحالية، وتأتى رئاستها تحت شعار «الوحدة من خلال التوازن»، وذلك إدراكا منها بأهمية الوحدة فى الوقت الحالي هذا إلى جانب الحاجة الملحه لوجود توازن بين وجهات النظر والعادات والأهداف المختلفة للدول من أجل تحقيق ما هو أفضل للمواطن الأوروبى. وتدور رئاسة إستونيا حول نقاط عريضة محددة وهى اقتصاد أوروبى مفتوح، أوروبا أمنة، الحركة الحرة والسلسلة للمعلومات وتحقيق التكامل. يقول ساندر سونا سفير إستونيا بالقاهرة إن لمصر أولوية خاصة فى علاقتها مع بلاده، وكذلك فإن سياسة الجوار وعلاقة الاتحاد الأوروبى بدول جنوب المتوسط تتميز بأولوية خاصة بما تتضمنه من إعادة السلام والاستقرار فى دول الجوار. ويحتل الوضع فى منطقتي شرق وجنوب الاتحاد الأوروبى أهمية إستراتيجية بالنسبة لإستونيا حيث إن الامر يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن الاتحاد الأوروبى. وأن بلادة تسعى جاهدة لتقوية الحوار والتعاون مع شركاء الاتحاد الأوروبى وفقا لطموحاتهم واستعداداتهم مع الوضع فى الاعتبار المصالح المشتركة للجانبين. وأكد سونا أن مصر تعد شريكا أساسيا للاتحاد الأوروبى فى منطقة جنوب المتوسط، والعلاقات بين مصر وإستونيا بصفة خاصة ممتازة، ولكنها ما زالت فى مرحلة التطور، فحجم التبادل التجارى بين الدولتين مازال ضئيلا. وأضاف أن هناك اهتماما من الجانبين بتحسين العلاقات حيث تم خلال السنوات الاخيرة تبادل الوفود التجارية والتى ضمت عددا من رجال الأعمال لبحث فرص الاستثمارات المشتركة . وأوضح أن هناك تحديات مشتركة بين الجانبين على رأسها التحديات الأمنية وإنهاء الصراعات ومواجهة الإرهاب والتطرف والهجرة غير المشروعة، ومن أجل تحقيق ذلك لابد من تفعيل التعاون العملى بين الجانبين.ومن الضرورى استكمال البرامج الثنائية والإقليمية لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة لدول جنوب المتوسط مع العمل على دعم الديمقراطية وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية فى تلك الدول. وفيما يتعلق بوجود إطار فعال بين الاتحاد الاوروبى ودول جنوب المتوسط وعلى رأسها مصر لمواجهة الإرهاب، يقول سفير استونيا إن هناك بالفعل تعاونا قائما بين الجانبين فى هذا الشأن إلا أنه يجب بذل مزيد من الجهود من أجل مواجهة التطرف وتمويل الإرهاب، وهناك تقدم كبيرفى التعاون فى هذا الشان من خلال تبادل المعلومات بين الدول والمساهمة فى بناء قدرة دول الجوار. وقال سفير استونيا إن أوروبا لديها الكثير من الأسس التى تؤهلها لمواجهة جميع التحديات وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه مما تمتلك، ولا تعتزم إستونيا أبدا التخلى عن عضويتها فى الاتحاد الأوروبى مثلما فعلت بريطانيا أو مثلما تفكر بعض الدول الأخرى، وتقف الدول ال27 الأعضاء فى الاتحاد جنبا إلى جنب فى مفاوضات خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد، وبالطبع تعانى بعض الدول الأوروبية من جراء مشكلات اقتصادية ولكن مع اتباع نهج مشترك خلال السنوات القليلة الماضية، نجحنا فى تخطى الأسوا ومازال الاتحاد الأوروبى ثانى أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وترى إستونيا أنه من أجل البقاء كاقتصاد قوى على مستوى العالم، فلابد من وجود اقتصاد مفتوح ومبدع. وتعد قضية الهجرة غير المشروعة من أهم القضايا التى يسعى العالم بكامله لمواجهتها، ويقول سفير إستونيا إنه بالرغم من أن الهجرة غير المشروعة من أهم التهديدات، فإن الاتحاد الاوروبى نجح نتيجة الجهود المشتركة فى وقف تدفق المهاجرين الذى شهدته دول الاتحاد عام 2015 وبدأت أعدادهم فى الانخفاض بدرجة كبيرة خلال العام الحالى. وجاء ذلك نتيجة النهج المنظم لسياسات الهجرة التى تضع فى الاعتبار الأبعاد الداخلية والخارجية بما فى ذلك تنفيذ خطة العمل التى وصل إليها مؤتمر فاليتا الى جانب أطر الشراكة بين الاتحاد ودول العالم الثالث. وسيستمر الاتحاد الأوروبى فى مساعدة الدول المصدرة للمهاجرين من خلال التعاون التنموي وزيادة الاستثمارات.