1 رغم أن العالم كله يتظاهر بالرغبة فى الاحتشاد ضد الإرهاب من خلال غارات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش فإننى أعتقد أننا يجب أن نبنى حساباتنا على أساس أننا نخوض هذه المعركة وحدنا، وعلينا أن ننتصر فيها وحدنا لأن المعطيات عندنا جد مختلفة عندما نضيف إلى أعباء معركتنا تحديات أخرى تتمثل فى طوابير العملاء والخونة فى الداخل وأصوات الحقد والكراهية القادمة من الخارج. فى معركتنا ضد الإرهاب خصوصية لم نصنعها نحن، وإنما صنعتها رغبة دفينة فى نفوس القائمين على شئون حلف الكراهية بمحاولة ضرب المعنى النبيل لثورة 30 يونيو، وهو ما جعل معركتنا هى الأعنف والأخطر خصوصا بعد فشل الرهان طوال السنوات الأربع الماضية فى أن تؤثر جرائمهم الخسيسة فى الشعب المصرى وتبعده عن التفاعل مع رؤى الإصلاح والتحديث التى ينتهجها الرئيس السيسى. والحقيقة أن قوى الظلام ظنت فى البداية أن تتابع وكثافة الجرائم الإرهابية التى طالت بعض مديريات الأمن فى عدة محافظات سوف يفقد الحكم الجديد فى مصر توازنه، وبالتالى سوف يمنحهم فرصة للضغط والمساومة، ولكن تلاحم الصمود الشعبى مع اليقظة الأمنية أسقط كل هذه الرهانات الخائبة. وفى اعتقادى أن أفضل ما قدمه الرئيس السيسى لوطنه وشعبه حتى الآن هو جرأته فى اتخاذ أصعب القرارات مهما كانت حدة الأزمات وصعوبة المواجهات، وبالذات فى معركتنا ضد الإرهاب ويحسب له أنه برغم ضغط الظروف الاقتصادية وفاتورتها الاجتماعية وما صحب تلك الظروف من ضباب فكرى مصنوع بأخبث آليات الحرب النفسية فإنه احتفظ برباطة جأشه وكامل ثقته فى صحة خطواته على محورين متوازيين يشكلان ثنائية عمل استراتيجية من اجل ضمان اجتثاث الإرهاب من جذوره واقتحام آفاق أرحب للتنمية بمفهومها الاقتصادى والبشرى تحت مظلة الفهم الصحيح لمسئولية الحاكم فى الظروف الاستثنائية والمراحل الانتقالية التى استوجبت بحسن البصيرة تشكيل مجلس قومى لمكافحة الإرهاب.. وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: معادن الرجال تظهر فى الشدائد مثلما النجوم لا تظهر الإ فى الظلام! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;