مع تساقط الايام الاخيرة من شهر رمضان الكريم واقتراب النفحات الاخيرة له من محطة النهاية.. غابت الدورات الرمضانية الشهيرة التى كانت منتشرة يمينا ويسارا فى الشوارع بالشكل الذى كانت عليه من قبل ,وظهر «نيولوك» لها من خلال المسابقات التى تجرى فى الاندية والهيئات والمؤسسات الخاصة, بالاضافة الى المنافسات التى تجرى فى مركز شباب الجزيرة, وكلها بالطبع تحمل نفس المسمى «دورة رمضانية» ولكن منزوعة الروح الشعبية. وبنظرة عامة على الماضى الجميل لهذه الدورات,فإنها بداية تغيرت من حيث التنظيم والميزانيات، وكانت تخضع لاجتهادات بعض الأشخاص يحاولون أن يعملوا على نجاح الدورة حتى لو كلف الأمر الدفع من حساباتهم الشخصية.. بينما الوضع الان اختلف تماما فهناك فى أغلب الدورات داعمون ورعاة وإعلانات أسهمت بشكل كبير فى التنافس وساعدت المنظمين على تقديم دوراتهم بشكل جميل ورائع. ومن أهم ملاحظات الدورات الرمضانية فى السابق انها كانت تقدم الكثير من اللاعبين الموهوبين والجيدين للأندية، ومنها ينطلق هؤلاء اللاعبون للنجومية والأضواء.. فى حين ان الموقف حاليا تغير كثيرا ولم نعد نشاهد كثيرا لاعبين ينتقلون من هذه الدورات للأندية وحتى الكشافون الذين كانوا يحضرون بالدورات اختفى أغلبهم. كما ان أن الدورات خلال الفترة الحالية انتقلت من خانة ظهور مواهب جديدة وتقديمها للأندية .. واتخذت اتجاها اخر من خلال تقديم المعلقين ومصورى الفيديو والفوتوجراف والمتخصصين بالمونتاج والمنظمين ومن يعملون باللجان الإعلامية. كما ظهر فى الافق أيضا لهذه الدورات ما يسمى (رابطة فرق الاحياء) التى قامت بعمل تنظيم لهذه الدورات ولهذا لا يمكن الآن أن تقام دورة إلا بعد استيفائها الشروط والأنظمة، حيث نصت على عدم مشاركة اللاعبين (المحترفين) بالأندية فى هذه الدورات. كما خاطبت الكثير من الاندية رابطة فرق الأحياء بمنع مشاركة لاعبيها الهواة وتجاوبت الرابطة معهم ولهذا نقول إن الرابطة دورها كان مهما ومؤثرا فى هذه الدورات.. خاصة ان هذه الدورات اقيمت فى الاساس من اجل التعارف والتقارب والتنافس . وتتمتع الدورات الرمضانية بحضور جماهيرى كبير وهى تحظى باهتمام وسائل الاعلام خاصة مع مشاركة نجوم الفن والرياضة والمجتمع والشخصيات المشهورة فيها لذلك يفوق عدد المشاهدين لهذه الدورات فى بعض الاحيان الحضور الجماهيرى فى المسابقات الرسمية. وعادة ما تقام المباريات بعد صلاة التراويح فى المساء بحيث لا تكاد تخلو أى مدينة أو قرية منها وتتشابه هذه الدورات فيما بينها من حيث عدد اللاعبين (خمسة لاعبين) ومساحة المرمى. وتقام الدورات إما على ملاعب رملية كما فى الأزقة والحوارى أو ملاعب عشبية مجهزة أو داخل صالات الأندية الرياضية المخصصة بالاساس لكرة القدم الخماسية وكرة اليد والسلة والطائرة. وحرصا على نجاحها ، يرصد منظمو الدورات الرمضانية جوائز متنوعة للفرق الفائزة بالمراكز الأولى اضافة الى جوائز توزع على المشاهدين عن طريق اجراء سحوبات يومية ، وغالبا ما تنظم تلك الدورات وزارات الشباب أو الأحزاب ووسائل الاعلام (تليفزيون واذاعة وصحف ومجلات) اضافة الى الأندية ذات الطابع الاجتماعي، والشركات والمؤسسات، التى تسعى عادة لتوظيف الإقبال الجماهيرى على الدورات فى حملاتها الدعائيةالترويجية، فتقوم برعاية بعضها.