..ولحس الكوع عبارة مشهورة بين الإخوة السودانيين تعبيرا عن الشئ المستحيل, كما يستحيل علي الإنسان مد لسانه وثني ذراعه ولحس كوعه . وهو ما يجعلني اختصر الطريق وأقول إن محاولات استعادة مجلس الشعب الذي قضي ببطلانه لايختلف كثيرا عن لحس الكوع! في صحيفة الحرية والعدالة المعبرة عن الحزب( عدد الاثنين) يقول المستشار محمود الخضيري رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بالمجلس الباطل إن لرئيس الجمهورية حق الدعوة للاستفتاء علي قرار حل البرلمان وما يقوله الشعب حينئذ يجب تنفيذه! وموضوع الاستفتاء كما أشار السيد المستشار ليس صحيحا لأن المحكمة الدستورية لم تحل مجلس الشعب حتي يستفتي الشعب علي هذا الحل, وإنما المحكمة الدستورية قضت بعدم دستورية المواد التي جري علي أساسها انتخاب المجلس, وبالتالي بطلان المجلس موضحة بالنص سواء في ذلك نسبة الثلثين المخصصة لنظام القوائم الحزبية أونسبة الثلث المخصصة للنظام الفردي فهل من الجائز أن يطلب رئيس الجمهورية استفتاء الشعب في بطلان مجلس الشعب كما قضت المحكمة الدستورية ؟! والواضح أن قادة الجماعة يخوضون معركة ضارية لاستعادة ولو ثلثي المجلس لأنهم يعرفون أن انتخاب مجلس جديد بعد تجربة ممارسته الشهور الستة التي أمضاها لن يجعل المواطنين يعطون الجماعة تلك الأغلبية التي حصلت عليها من قبل.ولذلك تضغط الجماعة علي الرئيس وتريد توريطه في دهاليز قانونية محكوم عليها, لن تضر سوي الرئيس وموقفه من احترام الدستور الذي اقسم عليه ثلاث مرات في اقل من24 ساعة! والذي تنساه الجماعة أن أساس الخطأ جاء منهم عندما أصروا علي مزاحمة الأحزاب للمرشحين الفرديين في نصيب الثلث الذي خصص لهم, وبرغم تمسك المجلس العسكري فقد أصرت الأحزاب فكان أن تم تعديل القانون. ولو أراد الشعب أن يأتي سيناريو المجلس بهذا التصور الذي انتهي إلي البطلان لما إستطاع. فهذه لم تكن مشيئة أحد ولكنها إرادة الله! المزيد من أعمدة صلاح منتصر