شهدت العاصمة الصينية بكين أكبر تجمع لقادة الطيران العالمي خلال فعاليات الجمعية العامة ال68 للاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا وقد فرضت التحديات التي تواجه صناعة الطيران نفسها علي أعمال المؤتمر, وجاء في مقدمة هذه التحديات التي تهدد النقل الجوي كما أكد المشاركون أزمة الديون الأوروبية التي يرون أنها أكبر خطر يواجه قطاع الطيران هذا العام إذا ما تفاقمت واتسعت رقعتها عما هي عليه اليوم وتشير تقديرات الاياتا إلي أن خسائر صناعة الطيران يمكن أن تصل إلي8 مليارات دولار إذا تدهورت أزمة منطقة اليورو, وأمتدت لتشمل مناطق أخري من العالم, وعلي الدرجة نفسها من الخطورة التي تهدد صناعة النقل الجوي تجيء أسعار النفط التي احتلت أولوية في مناقشات المؤتمر إذ أن فاتورة الوقود وحدها تمثل قرابة 35% من تكاليف التشغيل لشركات الطيران العالمية, ومن المتوقع أن تصل قيمتها هذا العام إلي نحو207مليارات دولار! في حين جاءت قضية رسوم تجارة الانبعاثات التي فرضها الاتحاد الأوروبي بداية العام الحالي علي شركات الطيران العالمية التي تسير رحلات إلي أوروبا لتشغل حيزا كبيرا من الحوار داخل اروقة المؤتمر كما يقول توني تايلور الرئيس التنفيدي للاتحاد الدولي للنقل الجوي والذي شهد رفضا جماعيا من جانب قادة الطيران العالمي لهذه الرسوم الأوروبية وكانت المطالبة بضرورة وجود نظام عالمي موحد بشأن الانبعاثات من خلال المنظمة الدولية للطيران المدني الايكاو... وكانت الرسوم والضرائب التي تفرضها الحكومات علي شركات الطيران من بين القضايا المهمة التي نوقشت خلال جلسات المؤتمر حيث طالب المشاركون الحكومات بعدم استهداف الصناعة بأية تدابير انتقامية, وضرورة دعم قطاع الطيران من خلال خفض الرسوم والضرائب, وعدم فرض إية ضرائب جديدة, حيث انتقدوا الحكومات التي مازالت تنظر إلي قطاع الطيران علي أنه البقرة الحلوب وترهقه بالضرائب بدلا من النظر إليه أنه بسهم بصورة أساسية في دعم الاقتصاد القومي للدول إذ يكفي أن تعلم أن الطيران يسهم ب 35% من حجم التجارة العالمية وتجاوزت عائداته قرابة 4,6تريليون دولار خلال العقد الماضي فقط.. وتعليقا علي فعاليات المؤتمر بعد مشاركته فيه أكد المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني أن مشاركته جاءت بناء علي دعوة من رئاسة المؤتمر تقديرا للمكانة الدولية التي تحظي بها مصر في مجال الطيران المدني مشيرا إلي أن لقاءاته مع قادة الطيران العالمي تركزت حول التحديات التي تواجه الصناعة, وامكانية مواجهتها ورؤية مصر في مختلف قضايا الطيران العالمي, ومن جانبه كشف تايلور الرئيس التنفيذي للاياتا عن توقعاتها لصناعة الطيران خلال العام الحالي, حيث أشارت التوقعات إلي تراجع في أرباح شركات الطيران العالمية لتصل إلي3 مليارات دولار بانخفاض قدرة 62 % من العام السابق, حيث كانت7,9 مليارات دولار, وبهامش ربح لا يزيد عن نصف في المائة فقط! مؤكدا أن هذا الانخفاض يرجع لتأثير الصناعة بأزمة الديون الأوروبية وارتفاع اسعار النقط, وقال: أن عائدات شركات الطيران سيصل إلي631 مليار دولار. وقد شهدت أعمال المؤتمر حلقات نقاشية حول استخدامات الوقود الحيوي كبديل للنفط, وكذلك عن شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في مجال الطيران... ولم تغب تأثيرات الربيع العربي عن اجتماعات الاياتا.. ولكن هذا حديث آخر سنتناوله لاحقا.