إعجاب قال لها : أحبك ضحكت ساخرة: قديمة. العب غيرها. - بشرفي أحبك واصلت سخريتها بدلال أنثوي محبب: أسطوانة مشروخة. كان حقاً يجيد التسلل إلى قلوب العذاري، ونيل ما يريد، إلا أنه مع هذه الفتاة بالذات، وأمام هذا «الاكتشاف المبهر لأعماقه» بزغ لديه تحدً، سرعان ما سار على دربه كالمنوم. وتقدم لطلب يدها وصارت زوجته. حقيقة قال لها أكثر من مرة: أخشى حين تنجبين ولداً أن تهتمي به أكثر مني (كان ذلك في صباح طازج وبعد أن بشرتهم التحاليل بالحمل). ضحكت قائلة: إنك تغار. ولكن اطمئن. ستظل طفلي الأول والحبيب. ولكن.. ما كان يخشاه ويستشرفه قد حدث، حتى وصلت الأمور بينهما إلى طريق اللاعودة. عادة ظل لمدة ربع قرن يحضر الاجتماع المعتاد لمناقشة أحوال قسم الصحة النفسية (في قاعة المستشفي المركزي). وعندما ألغي هذا الاجتماع نهائياً، واكتفى بالمخاطبة الورقية، شعر بفراغ حاد. بل ذكر بعض المقربين منه أنهم شاهدوه يدخل إلى القاعة في الموعد المحدد، ويغوص في الكرسي، وينظر إلى الفضاء الصامت كأنه يريد أن يستنطقه. أيام - النهاردة إيه؟ - التلات. هب واقفاً ضارباً الطاولة بكل عنف وصرخ: - لا. اليوم الأربعاء. نحن نتمني أن تكر الأيام لا أن تتقهقر. بلعت صمتي وأنا أتساءل: هل يتعجل نهايته!