ما أصابنا الضعف والتخلف إلا لأننا شعب له طبيعة خاصة.. يقبل المتاح وطموحه لا يبعد عن قدمه لأكثر من شبرين!! ذاكرته .. ذاكرة الأسماك.. وقلبه طيب.. شعب عاطفي يحب ويكره أكثر مما يفكر يعطي أكثر مما يأخذ.. ونضيف لهذا كله صفة أخري أن شعبنا لديه صمت العذاري!! فان قهر صمت .. وان هدد صمت.. وان جاع وان مرض. وللصمت مقدمات بدأت بقبوله لأشياء عديدة من حاكمه أجنبيا كان أم مصريا يعتبر هذا الصمت موافقة وبالتالي هو خطوة مكتسبة من حق هذا الحاكم لا يمكن التراجع عنها.. وبهذه الآلية انحدرت مصر للقاع وسد دول العالم.. وبيعت حضارتها علي موائد العهد السياسي وقفز حكامها السابقون كأحصنة عربية لكنها لا تجيد الرقص الا للغرباء علي أنغام كئوس نخب بيع الأوطان.. هكذا فسر الحكام صمت هذا الشعب العريق في الذل علي مر عصوره.. والآن وبعد ثورتين لا يفرق بينهما أكثر من عامين لا نري إلا أقدامنا وقد غاصت في وحل التخلف.. نريد ربيعاً عربياً أو مصرياً.. لن يكون إلا إذا بذرنا بذور الحرية.. ورويناها وصبرنا علي طرحنا.. لكننا نتعجل القهر والذل بصناعة مستبدين كل يوم وندرب من الآن علي حلقة أخري من الصمت نلضمها في تاريخنا العريق. أنني أطرح سؤالي هل نحن احفاد الفراعنة الذين صنعوا حضارة لا تموت هل حقا تمت لهم بأي صلة ربما نالتنا لعنتهم لأننا لا نملك قدراتهم علي البناء ولا نحترم تلك الحضارة بالحفاظ عليها من باب الإرث الذي لم نشق للحصول عليه وانما و هب لنا علي صفحات من التاريخ المنير المشرق. صمت العذاري لم يعد يجدي فلم نعد عذاري ولم يعد شعبنا الذي فضت بكارثة بأقدام الفلول وتجار الدين مقهورا مغلوبا علي أمره.. علينا أن نفيق من تلك الحالة التي تعيشها تلك الأجيال الصامتة.. نتعلم التهجي من الأجيال الثائرة تلك الأجيال التي مازالت رافضة ما يحدث من محاولة صناعة أي استبداد أيا كان من يحمله ولا نعرفه بعد فالمفارقات والمفاجآت كثيرة في المرحلة القادمة التي لا تعد تحتمل لا الصمت ولا الصراخ وانما العقل وإعماله في حياة شعب أصبح قاب قوسين أو أدني من الانهيار الكامل والخروج من موجة ثالثة هي الأخطر فهي ثورة شعب المحروسة الجائع المغتصب ووداعاً لصمت العذاري المنقرض!!