ماأشبه الليلة بالبارحة ,قول ينطبق على مانشهده حاليا من احداث على صعيد بلادنا والعالم العربى, ذات السيناريو المتكرر للحلقة المفرغة للغباء,لأن الأطراف المعنية فقدت فضيلة استقراء التاريخ واستخلاص الدروس والعبر أو العودة للوراء لسنوات قليلة ماضية. ما أشبه الليلة بالبارحة,لم يتعظ أحد من تجربة حلف بغداد وخليفته الحلف المركزى,فكلاهما كان بهدف اخضاع مصر والمد القومى فى العالم العربى فى الخمسينيات ,بعضوية بريطانية فى كليهما ورعاية امريكية فى الاول وعضوية كاملة فى الثانى, وكانت تركيا عضوا فعالا فى الاثنين واتخذت انقرة مقرا للحلف المركزى بعد قيام الثورة العراقية فى عام 1958,ثم صار الى زوال واعلن انهاؤه رسميا فى عام 1979وكانت البداية فى عام 1955. ماأشبه الليلة بالبارحة, فهاهم اعضاء مايسمى بالمجلس الثورى المصرى والاخوان, يسيرون على نفس النهج الذى سار عليه المؤتمر الوطنى العراقى برئاسة أحمد الجلبى , والذى تشكل بمباركة امريكية بريطانية وتمويل من واشنطون ,ولم يكن بخاف على احد ان جورج بوش الاب كلف المخابرات الامريكية بالعمل على خلق اوضاع تؤدى الى الاطاحة بصدام حسين, وجاء بيل كلنتون ليعمق الدور الامريكى فى تهديد النظام السياسى فى بغداد بصدور قانون تحرير العراق فى عام 1998والذى كان بمنزلة جائزة مالية على ما تقوم به المعارضة من اعمال تخريبية واستهداف الابار وحقول النفط,الى جانب التدريب والخدمات اللوجستيه, اللهم ان القنوات الفضائية تعددت والانشطه الارهابية تجمعت؟!!!!!!. ثم جاء جورج بوش الابن , وعلى الرغم من التشكيك فى المعلومات من جانب بعض الدوائر فى واشنطون (نشر تحقيق فى نيويوركر فى مارس 2002 تضمن التغلغل والانشطة المشبوهة التى مارسها الجبلى وكذلك المعلومات المغلوطة عن الاسلحة النووية . انه حقا تحالف الأغبياء ,ولم يقر طرف بخطأ الحسابات الامريكية,فجاءت هلارى كلينتون لتستكمل مشروع زوجها فى زعزعة النظم السياسية فى المنطقة العربية وخاصة مصر. وامتد الغباء ليشمل الاداة فلم يكن هناك من هو اسوأ سمعة من احمد الجلبى صاحب فضيحة بنك بترا فى الاردن وحكم عليه بالسجن, ,وذات الوضع بالنسبة للاخوان,كلاهما موضع كراهية من ابناء جلدتهم .ولم تكن الاداة افضل حظا فى الذكاء ,فلم ياخذوا فى اعتبارهم كيف انقلبت واشنطون وعينت اياد علاوى رئيسا للوزراء,اما هذا الجبلى فقد ضاعت اطماعه السياسية ادراج الرياح ولم يستطع الفوز بمقعد فى الانتخابات العراقية. حقا ما اشبه الليلة بالبارحة فى الحلقة المفرغة للغباء ولكن من يستوعب التاريخ ويتفهم دروسه فقد امسك بطوق النجاة ولنا فى معركة السد العالى ومواجهة التحالفات سيئة السمعة,مثال لمزيد من مقالات نزيرة الأفندى