◙ توقف «مؤقت» لعمليات الإجلاء من شرق حلب.. وخروج أكثر من 6 آلاف شخص أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن تحرير حلب تطور مهم يسمح بإيجاد هدنة جديدة على كامل الأراضى السورية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى سعى موسكو نحو عقد جولة محادثات جديدة بين الحكومة والمعارضة من أجل محاولة الوصول إلى تسوية للأزمة. وقال بوتين فى تصريحات صحفية على هامش زيارته إلى طوكيو إن"المرحلة المقبلة فى سوريا ستكون وقفا لإطلاق النار على كل الأراضى السورية". وأوضح بوتين أن أنقرة توسطت فى الاتفاق الخاص بعملية إجلاء المعارضة من مدينة حلب والذى يجرى تنفيذه حاليا، مضيفا أنه يعمل حاليا مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان على إجراء محادثات سلام بين الحكومة والمعارضة فى آستانة عاصمة كازاخستان، وذلك بالإضافة إلى مفاوضات جنيف برعاية الأممالمتحدة. وذكر الرئيس الروسى أن ما حدث فى مدينة تدمر هو نتيجة لغياب التنسيق بين قوات التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة ودمشق، وقال بوتين "أكدت أكثر من مرة أنه يجب توحيد الجهود لكى نكافح الإرهابيين بشكل فعال". وفى السياق نفسه، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن أكثر من 6400 شخص قد غادروا بالفعل الأحياء الشرقية من حلب التى كانت تخضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة. وذكرت الوزارة فى بيان لها أن 9 قوافل سيارات خرجت من الجزء الشرقى من المدينة فى اليوم الأول من عملية الإجلاء، وهى تقل 6462شخصا، بينهم أكثر من 3آلاف مسلح و301 جريح. وأشار البيان إلى أن المسلحين غادروا إلى الطرف الغربى للمدينة، حيث ينتقلون هناك إلى وسائل النقل الأخرى التى تحملهم باتجاه أدلب. من جانبها، أكدت مصادر ميدانية أنه تم إجلاء خمسة دفعات من المدنيين والجرحى حتى الآن من الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وأشارت إلى أنه عقب خروج المدنيين والجرحى من الأحياء المحاصرة بشرقى حلب سيقوم الجيش السورى بالدخول إليها واستعادتها. جاء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه مصدر أمنى سورى توقف عمليات الإجلاء بشكل مؤقت، بسبب "عدم احترام المسلحين لشروط الاتفاق". وأشار المصدر إلى أن"الإرهابيين حاولوا نقل نحو 800 مدنى كرهائن عند خروجهم بسياراتهم الخاصة من أخر أحيائهم فى حلب، والجهات المختصة ضبطتهم". ومن جانبه، نقل التليفزيون الرسمى عن شهود عيان سماع أصوات انفجارات فى موقع تغادر منه حافلات الإجلاء فى شرق حلب، مشيرة إلى أن"المجموعات الإرهابية تخرق الاتفاق وتحاول تهريب أسلحة ثقيلة ومختطفين من الأحياء الشرقية إلى ريف حلب الجنوبى الغربي". وذكر الشهود أنه سمعت أصوات رصاص ودوى انفجارات فى حى الراموسة وغادرت سيارات إسعاف وحافلات خالية من الركاب. على صعيد متصل، ذكرت شبكة"أن تى في" الإخبارية التركية أن عدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم من حلب لتلقى العلاج فى تركيا، ارتفع إلى 51 شخصا من الحالات الحرجة.وأضافت أن الفرق الطبية بدأت بتقديم العلاج اللازم لهم، مع تواصل عملية نقل المزيد من الجرحى إلى مدينة هطاى الحدودية. ونقلت الشبكة عن كرم قنق مدير الهلال الأحمر التركى قوله إن الاستعدادت جارية لإنشاء مخيم يضم 10آلاف خيمة فى محافظة إدلب السورية، على بعد 6 كيلومترات من الحدود التركية، لإيواء النازحين من مناطق شرقى مدينة حلب. وتوقع قنق أن تنتهى المرحلة الأولى من إنشاء المخيم خلال 3 أو 4 أيام، موضحا أن المخيم سيضم مركزا لتوزيع الطعام وآخر صحيا ومدرسة، بالإضافة للمرافق الأساسية كدورات المياه وأماكن الاستحمام. على جانب آخر، عقد مجلس الأمن الدولى اجتماعا عاجلا بطلب من فرنسا لمحاولة التوصل إلى نشر مراقبين دوليين للاشراف على عمليات إجلاء المدنيين والمقاتلين من الأحياء الشرقية من حلب.وقال فرنسوا ديلاتر سفير فرنسا فى الأممالمتحدة للصحفيين إن"فرنسا وألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين، يعملون بشكل وثيق على مقترحات هدفها وجود مراقبين دوليين للاشراف على إجلاء المدنيين بشكل آمن ووصول المساعدات الإنسانية إلى حلب". من جهته، قال ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا إن"الأولوية الآن فى حلب هى لزيادة العاملين فى الأممالمتحدة لمساعدة المدنيين فى الخروج من شرق المدينة وضمان خروجهم بطريقة آمنة". وأعرب المبعوث الدولى عن قلقه من تحول مدينة إدلب التى سيلجأ إليها مسلحو المعارضة وعائلاتهم إلى حلب أخرى، موضحا أنه بدون اتفاق سياسى فإن معقل المعارضة فى إدلب سيكون عرضة لمواجهة مصير حلب.