أنا والأطفال كان يشغلنا الحصان,عن أي عرس. نتابع السائس.وهو يمرر يده علي جسده, بالماء يزداد لون الحنة إشراقا, يضع سرج الفارس الذي ولي زمانه, واكتفي بمجرد مشهد في الأعراس. نصل الفرح نحاصر الحصان,نتمني مرة واحدة الركوب,متي سنكبر.يحملنا الي بيت العروس. يرفع الحصان. قدمه الأمامية,علي صوت المزمار الذي يمزق جسدنا حنينا الحصان انهمك. أزداد طربا,لما رأي القرية خلعت ثياب بؤسها, رأي الفرحة في العيون. أنتشي الحصان,كأنه الليلة درويش,يحلق في فضاء الكون,مجذوب جن عشقا, بعد غياب المعشوق,حمل العريس بخفة السائس السكير. لم يبخل عليه بقطع من السكر,تتوالي أيام الصيف بأفراح الحصان. صغار القرية رحلوا. في تغريبة الخبز. بالسنين, نسيتهم دروب القرية,حتي ناداهم غليان الجسد,اليوم عادوا ليشاركوني,عرسي الذي تأجل منذ شهور. تركوا بعضا من الكآبة. علي أعتاب الدور, لبسوا ما أمكن من الجديد,تجمع الأهل. الأصدقاء. المعازيم,بائع الحلوي الرديئة. تأخر السائس,انا خائف من أشياء كثيرة, أيتخلي عني الحصان في ليلة عرسي؟ الذي انتظرته منذ سنين,وأملي الركوب مرة واحدة؟ أكون الفارس القديم,من بعيد نري خيالايأبي القدوم,الحصان هيكل. يستره الجلد الواهن, يتصبب العرق علي جلده,يضربه السائس يقسو عليه نقترب من الحصان,نضع أيدينا علي الجسد المنهك,تنهمر الدموع.اعرفنا الحصان, نحن الذين غيبنا المكان,رفعوني علي ظهره العليل, حاول مشاركتي في حلم الطفولة,لم يكن هناك مزمار.بعد موت أفراد الفرقة بشتي أمراض القري. دفوف.رق. ألآت إيقاع, ملابس سوداء يعلوها البنط اللاتيني,حتي جيفارا كان لصورته نصيب,أشار قائد الفرقة بالغناء,تململ الحصان ضاق به المكان,صار اكثر حنينا للتراب,سقط, حاول السائس معه,أغمض الحصان عينيه قليلا, تذكر ما كان, حاول, نهض. مشينا ببطء علي نغمة الصبا الحزين,سلكنا الطريق الزراعي القديم, خطوات معدودة,يأبي الحصان التقدم,نهر الجمع كبير القوم,أخرج المحمول.اتصل بالسيارات,التي جاءت تدوس التراب الناعم,ليصنع سحابة الغبار,التي تلاحق القرويين. ركبنا جميعا,تركنا الحصان يعاني,يعاوده الصهيل تارة,وتارة يذرف الدموع, تركه السائس. عاد لبيته, نحن أتينا بالعروس تسبقنا الأفراح لقريتنا المنتظرة,في طريق العودة سمعنا الحصان يرفع الصهيل,يحتج, يرفع رأسه ناحيتنا,نحن من خلف الزجاج نري الكلاب تمزق الجسد الواهن,هممنا بالنزول.جرينا نحوه,قذفنا الكلاب بالطوب المتاح,بعد تسليم السلاح وقفنا حول الحصان.رفع الرأس قليلا.جلست بجواره.وضع الحصان رأسه علي جلباب العرس الأبيض, بعد أن زلزلنا أخر صهيل.