سعدت الأسبوع الماضى سعادة بالغة حينما رأيت محرك البحث جوجل قد جعل أيقونته وشعاره مشتقا من رسم يشير للعالم الفلكى المسلم الجليل العالم العربى المسلم الصوفى أبو عبد الرحمن الصوفى الكامل (291 ه - 376 ه / 986 - 903م) عالم فلك مسلم من القرن التاسع الميلادى .اسمه الكامل أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفى الرازي. و لد بالرى فى بلاد فارس، اتصل بعضد الدولة البويهي.و هو يعتبر أول شخص قال إن الأرض كروية وكان من كبار علماء الفلك والتنجيم. وهو من أعظم فلكيى الإسلام، على حد تعبير المؤرخ جورج سارطون. وقد كان صديقاً للخليفة البويهى عضد الدولة الذى اتخذه منجماً ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم الثابتة وحركاتها. إسهاماته العلمية قدم الصوفى فى علم الفلك إسهامات مهمة منها انه رَصَدَ النجوم، وعدَّها وحدد أبعادها عرضاً وطولاً فى السماء، واكتشف نجوماً ثابتة لم يسبقه إليها أحد من قبل. ثم رسم خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم الثابتة، وأحجامها، ودرجة شعاع كل منها. ووضع فهرساً للنجوم الصوفي، أو أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفى الرازى (291 ه - 376 ه / 986 - 903م). والذى أسعدنى هو مواكبة هذا التقدير الضمنى والإشادة من جوجل بعالمنا الكبير فى الوقت الذى أتبنى فيه إطلاق فكرة أرجو أن تتحول إلى مشروع قومي، اخترت له عنوان: (الحضارة فريضة إسلامية)، وكتبت فيها المقالات الثلاثة الماضية هنا فى الأهرام، وأعتنى فيها بالتنقيب عن علمائنا الأفذاذ الذين نبغوا عبر التاريخ فى العلوم التطبيقية المختلفة، فصنعوا حضارة المسلمين التى أسهمت فى الفلك والطب والتشريح وحركة الاختراع والإبداع بما يدهش الألباب والعقول. وعبد الرحمن الصوفى عالم فلك مسلم من القرن التاسع الميلادي، الرابع الهجري، ولد فى مدينة الري، فى بلاد فارس، ونبغ فى العلوم، وبرز فى علوم الفلك، وأتى بكشوف سابقة متقدمة، حيث أسفرت بحوثه الفلكية عن الجزم بأن الأرض كروية، حتى صار معدودا من أعظم فلكيى الإسلام، على حد تعبير المؤرخ البلجيكى الجليل الذى أحترمه شخصيا لتقديره لسيدنا محمد، والذى يعتبر مؤسسا لعلم تاريخ العلوم-: جورج ألفريد سارتون. وقد كان العلامة الفلكى المسلم عبد الرحمن الصوفى صديقاً للخليفة البويهى عضد الدولة الذى اتخذه فلكياً ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم والكواكب المختلفة وحركة الأجرام الفلكية، وقد قام عضد الدولة ببناء مرصد خاص للصوفى فى شيراز مما ساعده فى القيام بإنجازاته الفلكية، وكانت لغته فارسية، ولكنه كتب كتبه العلمية باللغة العربية، لأنها كانت لغة العلوم فى عصر الإسلام الذهبى فى تلك الفترة، وقد قدم فى علم الفلك إسهامات مهمة منها أنه رَصَدَ النجوم، وعدَّها وحدد أبعادها عرضاً وطولاً فى السماء، واكتشف نجوماً ثابتة لم يسبقه إليها أحد من قبل، ثم رسم خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم الثابتة، وأحجامها، ودرجة شعاع كل منها، ووضع فهرساً للنجوم لتصحيح أخطاء من سبقوه. وقد اعترف الأوروبيون بدقة ملاحظاته الفلكية حتى تكلم عنه البحاثة الإيطالى ألدو مييلى فى كتابه: (العلم عند العرب فى تطور العلم العالمي) -وهذا الكتاب ترجمه للعربية يوسف موسى وعبد الحليم النجار-، فوصفه العلامة عبد الرحمن الصوفى بأنه (من أعظم الفلكيين العرب الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة)، ثم يتابع قائلاً : (ولم يقتصر هذا الفلكى العظيم على تعيين كثير من الكواكب التى لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضاً كثيراً من الملاحظات التى أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب التى حدد لها الفلكى اليونانى مراكز غير دقيقة). وأما مؤلفاته فمنها: (كتاب الكواكب الثابتة)، يعدّه سارطون أحد الكتب الرئيسية الثلاثة التى اشتهرت فى علم الفلك عند المسلمين. أما الكتابان الآخران، فأحدهما لابن يونس، والآخر لألغ بك، ويتميز كتاب الكواكب الثابتة بالرسوم الملونة للأبراج والصور السماوية. ومن مؤلفاته أيضا: (أرجوزة فى الكواكب الثابتة)، و(صور الكواكب الثمانية والأربعين)، و(رسالة العمل بالأسطرلاب)؛ و(كتاب التذكرة)؛ و(كتاب مطارح الشعاعات)؛ وتوجد نسخ من بعض هذه المؤلفات فى مكتبات عدد من الدول مثل الأسكوريال بمدريد، وباريس، وأكسفورد. وقد مضى العلامة عبد الرحمن الصوفى رحمه الله فى مجرى الزمن والتاريخ، قبل ألف سنة، وترك لنا إبداعا إنسانيا، ولبنة من لبنات الحضارة فى العالم، تشهد من خلاله الحضارات والثقافات والشعوب والأمم أن عقول المسلمين التى استنارت بالوحى والغيب الشريف المعصوم، تملك من رحابة الفكر وتألق العقول ما يستحق كل توقف واحترام وإجلال، فإذا بهؤلاء الأعلام قد صاروا رموزا لاحترام أمتنا وديننا وهويتنا، وليكون هذا العالم الجليل أيضا شاهدا عدلا على أن هذا الدين لا يقبل ولا ينبت بل يرفض وينفر وتقزز من فكر التكفير والصدام والخراب والدماء والرعب الذى خرج به الخوارج قديما وخوارج العصر حديثا. وسوف نستمر بإذن الله فى الإبحار والتنقيب عن كل شواهد الفكر والإبداع والاختراع فى تاريخنا وتراثنا، حتى تتحرك عقول المعاصرين، وتلقى عن نفسها الأغلال والصدأ، وتعيد تشغيل مصانع الحضارة وعلوم الحضارة فى عقولنا ومنظومات التعليم عندنا، ولن يهدأ لنا بال حتى ترجع العقول لتقرأ الوحى فتقوم بتحويل آياته الكريمة إلى مرصد فلكي، ومستشفى متقدم، ومدرسة علمية راقية، فتولد الحضارة من جديد، وللحديث بقية. لمزيد من مقالات د.أسامة السيد الأزهرى;