مميزات إنشاء المجلس الوطني للتعليم.. خبير تربوي يجيب    تفاصيل التحول إلى الدعم النقدي    التموين تنتهي من صرف مقررات أكتوبر بنسبة تتجاوز 85%    مجلس النواب يُقر منحتين ب 11 مليون يورو بين مصر والاتحاد الأوروبي    إعادة تنظيم ضوابط توريق الحقوق المالية الناشئة عن مزاولة التمويل غير المصرفي    ‫ ماكرون .. سر التغيير    مراسلة القاهرة الإخبارية: اعتداءات بالجملة على المزارعين الفلسطينيين    ميلان ضد كلوب بروج.. عودة لياو وثيو للتشكيل الأساسى فى دوري أبطال أوروبا    تدريبات بدنية خاصة للاعبي الزمالك قبل مواجهة الأهلي    29 أكتوبر.. نظر استئناف المتهمين في واقعة سحر مؤمن زكريا على حكم حبسهم 3 سنوات    التشكيل الرسمي لمواجهة ميلان وكلوب بروج في دوري أبطال أوروبا    الترجي يعلن رحيل ميجيل كاردوزو وتكليف إسكندر القصري مديرا فنيا مؤقتا    لدفع الدية.. ننفرد بصور شيكات فتوح لأسرة ضحية الساحل الشمالي بعد الصلح    فيلم اهتزازات من غزة يفوز بجائزة الأفلام القصيرة بمهرجان لندن    طلاق جوري بكر للمرة الثانية بعد احتفالها بعيد ميلادها.. ما القصة؟    زينة تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها ياسمين وتعلق: «بنتي الأولى» (فيديو)    أمين الفتوى: النية الصادقة تفتح أبواب الرحمة والبركة في الأبناء    أمين الفتوى: لكل من يقلق على أبنائه عليه بهذا الأمر|    جامعة قناة السويس تطلق قافلة شاملة إلى محافظة السويس تحت مظلة حياة كريمة    متحدث الصحة: ثبت كذب ادعاء مروجة فيديو فساد التطعيمات وتحويلها للتحقيق    التنمية المحلية: مشروع حياة كريمة يستهدف تقليص الفجوة بين الريف والحضر    باحث سياسي: الاحتلال أرجع غزة عشرات السنوات للوراء    صفة ملابس الإحرام للرجل والمرأة.. تعرف عليها    محافظ أسوان يتفقد مشروع إنشاء قصر الثقافة الجديد في أبو سمبل    إعلام الاحتلال: نتنياهو وبلينكن يعقدان اجتماعا لا يزال مستمرا منذ ساعتين    محافظ كفرالشيخ: تشغيل المخابز على مستوى المحافظة من الساعة ال5 صباحًا يوميًا    الطب الشرعي يفجر مفاجأة في اتهام موظف مدرسة إعدادي بالتح.رش بالطالبات    صلاح البجيرمي يكتب: الشعب وانتصارات أكتوبر 73    الدفاعات الجوية الأوكرانية تسقط 42 مسيرة روسية خلال الليلة الماضية    وزيرا الشباب والتعليم يبحثان التعاون الاستراتيجي في إطار مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"    النائب العام يلتقي نظيره الإسباني لبحث التعاون المشترك    ظل كلوب يخيم على مواجهة ليفربول ولايبزيج    جارديان: بريطانيا تواجه فجوة مالية هائلة قد تدفع الحكومة لقرارات صعبة    وزير التعليم العالي: بنك المعرفة ساهم في تقدم مصر 12 مركزًا على مؤشر «Scimago»    طلب إحاطة لإعادة صياغة إجراءات خطة الإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد    «سترة نجاة ذكية وإنذار مبكر بالكوارث».. طالبان بجامعة حلوان يتفوقان في مسابقة دبي    حبس سيدة تخلصت من طفلة بقتلها للانتقام من أسرتها في الغربية    رئيس القومي للطفولة والأمومة: 60%؜ من المصريات يتعرضن للختان    ذوي الهمم في عيون الجامع الأزهر.. حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي    وزيرة التضامن ب«المؤتمر العالمي للسكان»: لدينا برامج وسياسات قوية لرعاية كبار السن    رسالة غريبة تظهر للمستخدمين عند البحث عن اسم يحيى السنوار على «فيسبوك».. ما السر؟    مقابل 3 ملايين جنيه.. أسرة الشوبكي تتصالح رسميا مع أحمد فتوح    الرعاية الصحية: انجاز 491 بروتوكولًا إكلينيكيًا ل الأمراض الأكثر شيوعًا    حقيقة الفيديو المتداول بشأن إمداد المدارس بتطعيمات فاسدة.. وزارة الصحة ترد    رئيس "نقل النواب" يستعرض مشروع قانون إنشاء ميناء جاف جديد بالعاشر من رمضان    رئيس لجنة الحكام يحسم الجدل.. هل هدف أوباما بمرمى الزمالك في السوبر كان صحيحيًا؟    السجن المشدد 6 سنوات ل عامل يتاجر فى المخدرات بأسيوط    الرئيس الإندونيسي يستقبل الأزهري ويشيد بالعلاقات التاريخية بين البلدين    برغم القانون الحلقة 28.. فشل مخطط ابنة أكرم لتسليم والدها إلى وليد    فيفي عبده تتصدر تريند جوجل بسبب فيديو دعم فلسطين ( شاهد )    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    إسرائيل تعلن القبض على أعضاء شبكة تجسس تعمل لصالح إيران    للوقوف على جاهزيتها.. جولات تفقدية على وحدة إسعاف مستشفى الحميات بالإسماعيلية    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    انعقاد مجلس التعليم والطلاب بجامعة قناة السويس    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 22-10-2024 بمحافظة الدقهلية    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدولار والإنسان المصرى

النجاح يولّد النجاح، والأمل يولّد الأمل، وكلما استطاع الإنسان تحقيق إنجاز فى أمر من الأمور أو ملف من الملفات اكتسب ثقة فى ذاته، وانفتحت شهيته لتحقيق نجاح آخر، ولا منتهى لآمال الإنسان وطموحاته، وفى المقابل كذلك فإن ضيق الصدر يولد ضيقا أشد، حتى يظل الإنسان يتخبط فى حالة من الكآبة والإحباط والحزن واليأس، إلى أن يدركه اللطف الإلهى بأمر يكسر هذه الدائرة المفرغة، وينتشله منها، ويقذف به سريعا إلى حالة سعة وانشراح، فإذا بالإنسان كأنه عاد حيا بعد موت.
ويمكن قياس نجاح الأمم والشعوب بهذا المعيار، فإذا كانت مؤسساتها وأدواتها وتعليمها وإعلامها وحالة الشارع فيها تغرس فى نفس الإنسان هذه المعانى فإنه يستطيع التغلب على كل أزمة تعترضه، لأن السياق العام من حوله سيكون جارفا ومنهمرا ومتدفقا فى اتجاه النجاح والإنجاز وتفكيك الأزمات وتخطيها، وإذا كانت مؤسساتها وأدواتها على النقيض من ذلك فإن الإنسان يضيق صدره، ويظلم عقله، وينغرس فى أعماق وعيه عجز باطنه عن تفكيك أى أزمة، فيقف الإنسان فى أعماق نفسه منهكا خائر القوي، مظلم الأفق.
ومعيار نجاح أى أمة أو حضارة فى اجتياز أزماتها هو بقاء الإنسان رغم الأزمات حيا، صاحب إرادة، لم ينهزم فى أعماقه، ولم ينكسر فى باطنه، ولم يقرر التخلى عن المثابرة وإدارة الأزمة، وقد انكسرت ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية لكن الإنسان الألمانى لم ينكسر، وانكسرت اليابان فى الحرب العالمية وتم قصفها بالقنبلة النووية لكن الإنسان اليابانى لم ينكسر، وانكسرت مصر فى النكسة لكن الإنسان المصرى لم ينكسر، بل ظل كل واحد من تلك النماذج الثلاثة يمتلك فى باطنه إرادة متأججة، وهمة متلاطمة، واستنفارا للعزيمة، وإيمانا مطلقا فى قدرته على اجتياز أزماته، وإعادة بناء ما تهدم، وثقة مطلقة فى أنه أكبر من الأزمة، وأنها لا تستطيع أن تحتويه أو أن تغرقه، بل هو أكبر منها، وقادر على اختراقها، وأنها لا تفزعه، ولا ترعبه، ولا تنال منه ومن همته.
وأقول للإنسان المصرى: حرام أن يكون منتهى أملك هو اجتياز أزمة السكر والشاى والبنزين وسعر صرف الدولار وارتفاع الأسعار، لأنك أكبر من تلك الأزمات جميعا، ومفاتيح حلها فى يديك أنت، ونقطة البداية هى الخروج من حالة الهلع والحيرة والخوف التى تدفع الإنسان إلى الشح والمنازعة والاحتكار، واعتصار الناس فى أوقات أزماتهم لاستخراج النقود والثراء منهم، لأن حالة التشنج والاحتقان هذه تولد منظومة من القيم النفسية المنحرفة، الغارقة فى الأنانية والشح والاختزان والخوف من الغد، فتزداد الأزمة حدة واحتقانا، إن المفتاح الحقيقى هو اقتحام الخوف على المأكل والمشرب، وسرعة اختراق هذه الحالة النفسية المزمنة التى لا تزيد الإنسان إلا عجزا، والانتقال منها إلى حالة استنفار وعرق وجهد، وتشغيل عاجل لكل قطعة أرض، ولكل ميناء ومصنع، مع ثقة مطلقة فى أنك أكبر من هذه الأزمة، وأنها لا تعنيك مهما كان حجمها.
المفتاح الحقيقى أن تتحرر من وهم الشح وضيق الأقوات وأن تجعل سقف آمالك مرتفعا فى أنك قادر على مغالبة نفسك، وعدم الانهزام أمام طمعك وشحك واحتكارك، وعدم الاستسلام لوهم اعتصار أزمة الناس لتخرج منها ببضعة آلاف من الجنيهات العاجلة التى لن تنفعك إذا ظل الناس من حولك فى حالة احتقان وشح.
المفتاح الحقيقى هو أن يتحرر الإنسان المصرى سريعا من هذه الأغلال لينطلق إلى تشغيل ثروات بلاده، وتفكيك أزماتها، وإعادة الجدية إلى منظومة تعليمه مع الكرم النفسى وبذل الوقت والمجهود لتثقيف العقول وتعليمها ولو أن يجلس الأستاذ لتعليم طلابه على قارعة الطريق، حريصا على نقله ما عنده من المعرفة إليهم، وإعدادهم ليكونوا رجالا أوفياء للوطن.
المفتاح الحقيقى ان يؤمن كل إنسان بأن مقصده الأكبر هو إعادة صناعة الحضارة، وإثبات الذات، وتحقيق المكانة التى تليق به وبوطنه، حتى تتصاغر فى نظره تلك الأهداف الوقتية المنحرفة التى تجعل قصارى أمله أن يجنى بضعة ألوف من أزمات الناس ليأكل بها ويشرب، ثم يغرق ويغرق الناس معه.
إن إخراج الإنسان من حالة الوهم، وإعادة الثقة إلى الإنسان فى ذاته، وبيان التضاؤل والصغر لحجم الأزمات أمام قوته هو وهمته وإرادته، ورفع سقف طموحه ليخرج من طموح الشح والانتزاع والاعتصار للناس حتى ينطلق إلى الحضارة والتمدن والرخاء والسعة النفسية وإعطاء الناس وإغاثتهم فى وقت أزماتهم هو بداية الطريق الصحيح.
لمزيد من مقالات د.أسامة السيد الأزهرى;


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.