استمرارا للعلاقات المتوترة ما بين أوروبا وتركيا، انتقدت أحزاب سياسية رئيسية فى النمسا مواقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحكومته من قضيتى الأكراد واللاجئين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده اتحاد الروابط والجمعيات الكردية فى النمسا بحضور عدد من ممثلى الأحزاب النمساوية وبرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني. فمن جهته، حذر إندرياس شيدر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكى الحاكم فى النمسا»من سير تركيا على طريق يؤدى نحو الاستبداد والديكتاتورية». وانتقدت إليزابيت بروفتشيلر المتحدثة باسم حزب الشعب المحافظ الشريك الائتلافى فى الحكومة سياسة الرئيس التركى أردوغان، وقالت «لقد أعطاه الاتحاد الأوروبى اتفاقية اللاجئين فى يده وما كان ينبغى أن يحصل عليها»، فى إشارة إلى تلويح مسئولين أتراك بفسخ اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، بسبب تأجيل إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى منطقة شينجن، على خلفية رفض الحكومة التركية تعديل بنود قانون الإرهاب، الذى ترى أوروبا أنه يستخدم فى ملاحقة المعارضين ورجال الصحافة والإعلام. وفى السياق نفسه، اعتبرت بيرفيان أصلان ممثلة حزب الخضر أن موجة الاعتقالات الأخيرة فى تركيا تظهر أن «الرئيس التركى لا يرغب فى مواصلة عملية السلام»، وتوقعت أن يقوم أردوغان ب»فسخ اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي»، فيما طالب نيكولاس شيراك ممثل حزب»النمسا الجديدة» الليبرالى بوقف المساعدات المالية الأوروبية إلى تركيا. وكانت نتائج أحدث استطلاع للرأى فى النمسا قد أظهرت أن نحو 80٪ من النمساويين يعارضون انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، مقابل موافقة نحو 10٪. وعلى الصعيد الداخى، واصلت الحكومة التركية حملة القمع المستمرة منذ المحاولة الانقلابية منتصف يوليو الماضى، حيث ذكرت محطة «إن.تي.في» التليفزيونية ووسائل إعلام أخرى إن ممثلى إدعاء أتراك أمروا باعتقال 55 طيارا آخرين بالقوات الجوية.وفى السياق نفسه، رفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان دعوى ضد كمال قليتش دار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض الذى ينتمى إلى تيار يسار الوسط بتهمة "التشهير"، بعد أن وصف أردوغان وقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنهما "أكبر خطر" على الديمقراطية فى تركيا.