إذا كانت دعوات التظاهر ليوم 11/11 ستفشل كما تُرجِّح الشواهد، فهل يكون لأصحاب الدعوة غرض آخر؟ أم تراهم لا يفهمون الشواهد؟ هل يمكن أن يغفلوا عن أن هذا اليوم الذى حدَّدوه يوافق يوم جمعة، أى يصعب فيه الخروج بمظاهرة معتبرة بسبب عطلة الجامعات والمصانع ومعظم الأماكن التى تشهد بطبيعتها حشوداً ضخمة طوال الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، والتى من المفترض أن تكون شرارة الانطلاق؟ وهل يمكن المحاجاة بأن 25 يناير 2011 كان عطلة أيضاً فى عيد الشرطة، وأن جمعة الغضب فى 28 يناير 2011 نجحت فى حشد أكبر التظاهرات؟ وهل يتوهمون أن يومهم يتشابه فى الظروف والملابسات الموضوعية مع هذين اليومين؟ الملاحظ أن مثل هذه الدعوة الأخيرة عن مظاهرات مليونية مزلزلة باتت تتكرر بوتيرة كل بضعة أشهر، وفى كل مرة يؤكد الدعاة انها نهاية نظام 30 يونيو..إلخ، ثم يأتى اليوم الموعود ويتضح هزالها، ويعبر اليوم وكأن شيئاً لم يكن، ولا يبقى منه إلا التعجب من حجم الرواج الذى حظيت به الدعوة فى قنوات ومواقع بعينها! يبدو أنه لم يعد فى جعبة الإخوان وحلفائهم إلا مثل هذه الألاعيب الدعائية التى تساندها عمليات إرهابية هنا وهناك، وأنهم يظنون أنه بمقدورهم بهذه الجرائم أن يوقفوا الحياة، وأن يفرضوا عدم الاستقرار، وأن يهددوا السياحة، وأن يخيفوا المستثمرين، وعلى الأخص أن يعاقبوا الشعب على الإصرار على إنفاذ إرادته فى الإطاحة بحكمهم، وأن يدعموا هذه السياسة بإخفاء السلع التموينية المهمة، مثل السكر وغيره، والأدوية الحرجة التى تتوقف عليها أحياناً حياة المريض. ولكن، وللأسف، فإن أجهزة الدولة تُبدِّد فرصة فضح هذه الجرائم وتفاصيلها، فى وقت كان من الأفضل ممارسة أكبر قدر من الشفافية فى تعريف الرأى العام بمن يقف وراء إخفاء الغذاء والدواء، وكيف، وبأى غرض، وأين أصابع الإخوان فى هذه الجرائم! من المزايا الكثيرة لمؤتمر شرم الشيخ للشباب أنه جاء كأفضل سبيل لمواجهة الإخوان وحلفائهم، شريطة الجدية والإسراع فى تنفيذ قراراته وتوصياته. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;