شهد البرلمان الأوروبى بمقره فى العاصمة البلجيكية ندوة بعنوان «كيف نحارب إرهاب اليوم» نظمتها جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربى (أبيما). كانت الندوة برعاية ميشال اليو ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية السابقة، ورئيس بعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية فى البرلمان الأوروبي، وشارك فيها عدد كبير من أعضاء البرلمان الأوروبى والمسئولين والدبلوماسيين والباحثين والمهتمين والخبراء ومجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين الأوروبيين والعرب. كما شارك فى الندوة، التى أدارها هارولد هاييمان، المتخصص فى شئون الجغرافيا السياسية، كل من نضال شقير، رئيس جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي، وكوين متسو، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب فى البرلمان البلجيكي، وجون غات روتر، رئيس قسم مكافحة الإرهاب فى جهاز العمل الخارجى الأوروبي، وأنطونيو لوبيز ايستوريز وايت، النائب فى البرلمان الأوروبى ورئيس جمعية الصداقة الأوروبية الإماراتية. وأكد نضال شقير رئيس جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربى أن تفشى آفة الإرهاب حدث بشكل غير مسبوق خلال الأشهر الماضية، مما جعل من هذه الآفة ظاهرة خطيرة تهددنا وتهدد مجتمعاتنا وقيمنا الإنسانية. وقال شقير إن السؤال الكبير الذى يطرح اليوم هو «كيف نواجه هذه الآفة وبالتحديد كيف نواجه ارهاب اليوم؟»… وإن ظاهرة الإرهاب الذى نعيشه اليوم هى مختلفة تماما عما كنا نعيشه سابقا وبالتالى فإن الطرق القديمة والتقليدية لمواجهة الارهاب اثبتت فشلها بشكل واضح فى الفترة السابقة وبدت عاجزة عن مواجهته . كما شدد رئيس جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربى على أن التعاون والدعم هما العنوانان الرئيسيان للتغلب على الإرهاب، فلا الغرب وحده قادر على القضاء على الارهاب ولا الدول الكبرى قادرة وحدها على القضاء على هذه الظاهرة العنيفة…مؤكدا ان القضاء على الارهاب مسئولية جماعية وواجب جماعى لا فردي. وقالت وزيرة دفاع فرنسا السابقة ميشال اليو مارى أن استراتيجية التصدى للإرهاب يجب أن تعتمد على محاور تشمل الحماية، الرد، المتابعة، والتصدي، داعية إلى رفع مستوى التعاون الدولي لا سيما مع دول مجلس التعاون الخليجي، وتبادل الخبرة واستخدام أحدث وسائل العمل للوقاية ومنع حدوث الهجمات الإرهابية ومنع دعاية التطرف والكراهية. وفى كلمة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أكد فيها أن التصدى للإرهاب المعاصر ليس محصوراً فى نطاق أمنى وعسكرى أو استخبارى بل يتطلب استراتيجية تعتمد على التعليم والبحوث الأكاديمية والإعلام لمجابهة الفكر المتطرف وجماعاته وتنظيماته.وسلط السويدى الضوء على التشابه بين مرحلة التخلف فى القارة الأوروبية خلال حقبة القرون الوسطي، وأفكار الجماعات الدينية السياسية وممارساتها فى العالَمين العربى والإسلامى فى العصر الحديث، من الناحيتين الفكرية والسياسية وعلاقة الدين بالسياسة ودور رجال الدين فى الحقبتين. وتطرق سند لعلاقة الترابط الفكرية القائمة بين جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المتطرفة التى ولدت فى مجملها من رحم هذه الجماعة، وفى مقدمتها القاعدة وداعش، داعيا إلى مواجهة فكرية فاصلة تقوم بها النخب الاكاديمية والباحثون والمثقفون فى الدول العربية والإسلامية ودول العالم كافة من أجل توعية الشعوب وقطع الطريق أمام تلك الجماعات والقضاء عليها لحماية الأمن والاستقرار العالمي. من جانبه، دعا أنطونيو لوبيز إلى إعادة ترتيب المناهج التعليمية لمكافحة جذور الفكر الإرهابى فلسفياً ومعرفياً، بينما شدد جون غات روتر على ضرورة محاصرة تمويل الإرهاب ، لافتاً إلى دور الاتحاد الأوروبى واستعداده تقديم العون للحكومات ومساعدتها على المواجهة من خلال بناء القدرات.وتناول كوين متسو النقلة النوعية للفكر المتطرف وتحوله إلى أنماط عنيفة من السلوك من اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح، وكيفية مواجهة المتطرفين العائدين إلى اوروبا من الشرق الأوسط من خلال التشريعات والقوانين الرادعة